للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والذي نريد أن نصل إليه من هذا هو تفسير ما نراه في الشعر داخل دائرة الصعلكة من آثار الجماعة. فضمير الجماعة "نحن" الذي يتردد أحيانا فيه ليس هو الضمير نفسه الذي نراه في الشعر القبلي، فنحن هنا تعبر عن الشخصية الجماعية، ولكنها هناك تعبر عن الشخصية القبلية.

ومهما يكن من أمر، فالشيء الذي لا ريب فيه هو أن الشعراء الصعاليك قد تخلصوا من الشخصية القبلية في شعرهم داخل دائرة الصعلكة كما تخلصوا منها في حياتهم، وأنهم أصبحوا شخصية فنية "شاذة" في الشعر الجاهلي كما كانوا شخصية اجتماعية "شاذة" في حياتهم، وهذا "الشذوذ" هو العامل المشترك بين شخصيتهم الفردية وشخصيتهم الجماعية، حتى ليصح أن نطلق عليهم أصحاب المذهب الشاذ في الشعر الجاهلي".

وما أظن أننا في حاجة إلى القول بأن الشخصية القبلية ظاهرة في تلك المجموعة من شعر الصعاليك التي اصطلحنا على تسميتها "الشعر خارج دائرة الصعلكة". ومن هنا نستطيع أن نقول إن هذه المجموعة -وإن تكن صورة من الفن الجاهلي- تمثل "شذوذا" في مجموعة شعر الصعاليك "أصحاب المذهب الشاذ في الشعر الجاهلي".

<<  <   >  >>