للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو هذه الأبيات للأعلم:

فشايع وسط ذودك مستقنا ... لتحسب سيدا ضبعا تنول

عشنزرة جواعرها ثمان ... فويق زماعها خدم حجول

تراها الضبع أعظمهن رأسا ... جراهمة لها حرة وثيل١

أو هذه الأبيات لأبي الطمحان:

فأصبحن قدأقهين عني كما أبت ... حياض الإمدان الهجان القوامح٢

أو هذا البيت لحاجز:

خضاخضة بخضيع السيو ... ل قد بلغ الماء حذفارها٣

أو هذا البيت للأعلم:

والحنطئ الحنطي يمـ ... ـثج بالعظيمة والرغائب٤

يكفي أن نقرأ هذه الأبيات، وأمثالها كثير في شعر الصعاليك، لتبدو لنا هذه الغرابة اللفظية التي انبعثت من أعماق الصحراء حيث كان يعيش هؤلاء الصعاليك مشردين.

والحق أن هذه الغرابة قد شعر بها رواة شعر الصعاليك وشراحه، كما شعر بها اللغويون أيضا، فصرحوا بأنهم لا يعرفون طائفة من ألفاظه، أو بأنها لم ترد إلا فيه، أو بأنها ألفاظ نادرة. ويصرح الأصمعي بأنه لا يعرف "سحاليل" في قول الأعلم يصف جراء الضباع:

سود سحاليل كأن ... جلودهن ثياب راهب٥

ويذكر السكري عند تفسيره لقول صخر الغي:


١ شرح أشعار الهذليين ١/ ٦٣، ٦٤. ولسان العرب: مادة "قتن" ومادة "جعر" ومادة "عشزر".
٢ لسان العرب: مادة "قها".
٣ ابن دريد: جمهرة اللغة ١/ ١٤٠.
٤ شرح أشعار الهذليين ١/ ٥٩. ولسان العرب مادة "حنطأ" وفيه "يمنح" مكان "يمثج".
٥ شرح أشعار الهذليين ١/ ٥٧. وديوان الهذليين القسم الثاني/ ٨٠.

<<  <   >  >>