للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى بلاد بني القين فأغار عليها"١، ومنازل بني القين في أرض التيه٢ في الشمال الغربي من جزيرة العرب٣، وهو يعلن صعاليكه بأنه لن يستقر بهم حتى يروا "منبت الأثل"٤ ومنبت الأثل بلاد بني القين٥.

ومع ذلك فقد كان عروة يغير أحيانا على مناطق أخرى غير مناطق اختصاصه، وهو يصرح في شعره بأنه يغير أحيانا على نجد، وأحيانا على تهامة:

فيوما على نجد وغارات أهلها ... ويوما بأرض ذات شث وعرعر٦

وفي أخباره أنه أغار مرة على منازل هذيل٧، ومنازل هذيل في جبال السراة٨ جنوبي مكة٩، ولكن يبدو أن هذا كان نادرا، ولعله لم يكن يحدث إلا في حالات خاصة، فقصة غارته هذه لم تكن إلا لونا من التسلية أراد به أن يظهر براعته وسعة حيلته، وأن يبين للهذلي الذي أغار عليه مقدار غفلته، حتى ليرد عليه ما غنمه منه، لولا أن يأبى الهذلي ذلك إعجابا به١٠.

أما منطقة جبال السراة فيما بين مكة والطائف، وأول الطريق الصاعد إلى اليمن، فلعلها المنطقة التي شهدت أكبر عدد من صعاليك العرب، ويذكر الأصمعي أن بالحجاز والسراة من هؤلاء العدائين الذين يعدون على أرجلهم ويختلسون أكثر من ثلاثين١١، وأن بهذيل وحدها منهم أربعين١٢، ومرد


١ الأغاني ٣/ ٨٢.
٢ شرح التبريزي على حماسة أبي تمام ٢/ ٨ سطر ١٨، ١٩.
٣ ency. of islam; art. 'urwa b. al-ward.
٤ شرح ابن السكيت على ديوانه/ ١٠٦.
٥ شرح التبريزي على حماسة أبي تمام ٢/ ٩ السطر الأول.
٦ ديوانه/ ٨٤.
٧ الأغاني ٣/ ٨٣.
٨ البكري: معجم ما استعجم ١/ ٨٨.
٩ ency of islam; art. arabia, P. ٣٦٨.
١٠ انظر القصة في الأغاني ٣/ ٨٣-٨٥.
١١ الأصمعي: فحولة الشعراء "مخطوطة" ورقة رقم ١٥.
١٢ المصدر السابق، ورقة رقم ٢٢.

<<  <   >  >>