للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الدائرة"، فكان الفصل الثاني من هذه الباب.

ثم مضيت إلى هذا الشعر أدرس ظواهره الفنية من حيث طبيعة العمل الفني وخصائصه، ومن حيث لغته وأوزانه، وأفردت لهذه الدراسة الفصل الثالث من هذا الباب.

ثم رأيت أن أقدم -أخيرا- دراسة مستقلة لشاعر من الصعاليك يكون نموذجا لهم، أطبق عليه ما وصلت إليه في أثناء البحث من نتائج، ولكني رأيت أن أمامي شخصيتين متميزتين اجتماعيا وفنيا: شخصية الصعلوك الزعيم التي يمثلها عروة بن الورد، وشخصية الصعلوك العامل التي اخترت الشنفرى مثلا لها، وقد اخترت الشنفرى بالذات لأن له ديوانا بين أيدينا مما يجعل التوازن قائما بينه وبين عروة، وله هو أيضا ديوان بين أيدينا، وأفردت لدراسة هذين الشاعرين فصلا مستقلا هو الفصل الأخير من هذا البحث.

ومهما يكن من شأن هذه الدراسة فإني حريص على أن أسجل أن كل ما وصلت إليه فيها من نتائج لا يمكن أن يكون الكلمة الأخيرة في الموضوع، فالكلمة الأخيرة في العلم مستحيلة، ولا يمكن أن أدعي أنني وصلت بها إلى درجة الكمال، فالكمال لله وحده، وإنما كل ما أستطيع أن أقوله هو أن نتائج هذه الدراسة ليست سوى نتائج لما وصل إلي -أو وصلت إليه- من مادة لا شك في أن وراءها مادة أخرى لم تصل إلي، ومن الممكن أن تغير قليلا أو كثيرا من هذه النتائج.

٤- أما الفترة التي اخترتها لدراسة هذه الموضوع، والتي حددتها بالعصر الجاهلي، فإني لا أقصد بها تلك الفترة المحددة التي سبقت ظهور الإسلام فحسب، وإنما يمتد العصر الجاهلي عندي -وأعني به العصر الجاهلي الأدبي- حتى يشمل فترة المخضرمين، فإن هؤلاء المخضرمين لا يمثلون عناصر جديدة في

<<  <   >  >>