هناك نوع من التفسير فيه شيء من الترف ولا يليق بعظمة كتاب الله -جل وعلا-، وهذا سلكه بعضهم بتفسير القرآن بالحروف المهملة، يعني ما في ولا حرف منقوط، هل هذا مقصد وهذه غاية؟ أبداً والله، إنما يظهر فيه في كثير من مواضعه التعسف، تحتاج إلى تفسير آية فتأتي إلى .. ، تأتي بكلمات لا نقط فيها ولا إعجام، فتضطر إلى كلمات غريبة، أو كلمات وحشية أيضاً، وأسلوب قد يكون ركيكاً، وهذا لا يعرف عند أئمة الإسلام ولا سلفهم، سلف الأمة، أيضاً بعض المفسرين، أو كثير من المفسرين شان تفسيره بما حشاه فيه من البدع المغلظة أحياناً والمخففة والمتوسطة، وهذا كثير في التفاسير، فليحذر طالب العلم من هذه التفاسير المملوءة بالبدع، تفسير الزمخشري، تفسير الرازي، تفسير ابن عربي، تفسير المهايمي، تفاسير كثيرة، تفاسير للمعتزلة، تفاسير للأشعرية، تفاسير للخوارج، هذا موجود، كلها موجودة، وتفاسير للصوفية، تفاسير إشارية، باطنية، كل هذه تفاسير يتقيها طالب العلم، وعليه بتفاسير أهل العلم الموثوقين؛ لأن معاناة كتاب الله -جل وعلا- عبادة، والعبادة يرجى ثوابها من الله -جل وعلا- فكيف نرجو ونطلب ما عند الله بسخطه؟ هذا لا يمكن، بعض المعاصرين حشا تفسيره بنظريات عصرية وعلوم بعيدة كل البعد عن مراد الله -جل وعلا- في كلامه، وهناك تفاسير مملوءة بالصور، صور ذوات الأرواح، وهي أشبه إلى كتب العلوم من الكيمياء والفيزياء وغيرها من أن تكون بياناً وشرحاً لكتاب الله -جل وعلا-، إذا كان التفسير بالرأي جاء ذمه والتشديد فيه، فدخول مثل هذه التفاسير في هذا المذموم دخولاً أولياً.
يقول:"مكية إلا: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [(٣٨) سورة ق] .. الآية فمدنية، خمس وأربعون آية" خمس وأربعون آية.