ترتيب السور يختلفون فيه، والأكثر على أنه أيضاً توقيفي، لا سيما وقد أجمع عليه الصحابة حينما كتب عثمان المصاحف وأرسلها إلى الأمصار على هذه الكيفية وعلى هذا الترتيب، ولذا يخطئ من قدم وأخر ورتب السور على حسب النزول، هذا مخطئ، يوجد أكثر من تفسير على هذه الطريقة، ترتيب السور على النزول، (التفسير الحديث) لمحمد عزة دروزة، هذا رتبه على السور، بدأ بـ (اقرأ) وانتهى بـ (الكوثر) هل هذا الكلام مقبول؟ هل هذا الصنيع معقول؟ أبداً، أولاً: يخالف ما أجمع عليه الصحابة، ولا شك أن هذه هفوة وزلة عظيمة، هناك أيضاً تفسير اسمه:(البيان) لسوري يقال له: عبد العزيز ملا حويش، مطبوع في سبعة مجلدات، والأول في اثني عشر جزءاً، كلها رتبت على التنزيل، لكن إذا أمكن ترتيب السور على التنزيل كيف يمكن ترتيب الآيات؟ يعني إذا وضعت (ق) في السور المدنية في أوائل الترتيب، كيف تضع هذه الآية وهي مدنية؟ أو تخرج هذه الآية من هذه السورة المكية ليتسنى لك الترتيب هذا لا يمكن، دون هذا خرط القتاد، فمع أنه مخالفة صريحة واضحة لما أجمع عليه الصحابة إلا أنه لا يمكن تطبيقه، لا يمكن تطبيقه؛ لأنه إذا أمكن في السور لا يمكن في الآيات، فيبقى المصحف كما رتبه الصحابة -رضوان الله عليهم-، وكما أجمعوا عليه فلا يجوز التعرض له بتقديم ولا تأخير لا سيما والقرآن محفوظ مصون، لا يجوز .. ، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [(٩) سورة الحجر] نعم وجد مثل هذه التصرفات، وهي ليس فيها زيادة ولا نقصان في القرآن، لكنها إعادة لترتيب القرآن، مخالفة لما أجمع عليه الصحابة -رضوان الله عليهم-، ودرجت عليه الأمة وتلقوه جيلاً عن جيل، حتى تواتر تواتراً قطعياً على هذا الترتيب، وعلى هذا النمط، فلا شك أن هذا الترتيب الجديد غير ترتيب الصحابة زلة وهفوة عظيمة، وحينما ينبه على مثل هذا يذكر طلاب العلم بأن مثل هذين التفسيرين وقد يوجد غيرهما مما لم يطلع عليه، لكن هذا لا يجوز بحال.