ما الفرق بين قول أهل السنة إيمانهم واعترافهم وإقرارهم بما جاء عن الله على مراد الله، والمعاني معلومة، الاستواء معلوم، والكيف مجهول، وبين قول المفوضة؟ الفرق بينهما أنك مثل ما تقول: زيد وديز، زيد عالم بالمغرب، وديز عكس كلمة زيد، ديز لها معنى وإلا لا؟ ليس لها معنى، التفويض مثل هذا، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [(٥) سورة طه] مثل ديز ما نعرف شيء البتة عن هذا، وإقرار السلف بأن لها معنى مثل إقرارنا بأن زيد العالم في المغرب زيد نعرف أن هذه الكلمة لها حقيقة، وأنها تدل على شخص مسمى بهذا الاسم، والأصل أنه خلق على أحسن تقويم كبني آدم، لكن ما نعرف كيفيته، ما نعرف وراء ذلك شيء، لا نعرف هل هو طويل وإلا قصير وإلا أبيض وإلا أسود، ما نعرف شيء، فالمعنى معلوم، والكيف مجهول، فنريد أن نفرق بين قولهم بالتفويض، التفويض مثل ديز، تسمع كلمة ديز ويش معناها؟ عكس زيد، لكن لها معنى وإلا لا؟ ليس لها معنى، يعني كالطلاسم، وكالأسماء الأعجمية عند من لا يحسن الأعجمية، لكن إثبات السلف وإقرارهم بمعرفة المعنى دون الكيف مثل كلمة زيد، وهذا مثال تقريبي وإلا فالله -جل وعلا- أعلى وأعظم من أن يقارن بمثل هذه الأمثلة، لكن نريد أن نفرق بين مذهب السلف وبين من يقول بالتفويض، وأنا أحتاج إلى مثل هذا؛ لأن هذه المواقع حقيقة صار لها جمهور، وصار يروج مثل هذا الكلام من حسن نية أو سوء نية، الله أعلم.
يقول:"فكيف تنكرونه؟ والاستفهام للتقرير، والمعنى أنهم نظروا وعلموا ما ذكر" يعني المحسوس شاهدوه، فغير المحسوس يجب أن يقاس على هذا المحسوس، فالمثال ضرب بالمحسوس لغير المحسوس من أجل أن يقاس عليه، ويعتبر به.
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.