{إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ} [(١٧) سورة ق] يقول .. ، وهذا كثير جداً في هذا التفسير وغيره من التفاسير يجعلون (إذ) منصوبة بفعل مقدر تقديره: اذكر، " (إذ) ناصبه اذكر مقدراً" هو منصوب، وناصبه على هذا الكلام فعل أمر مقدر تقديره: اذكر إذ يتلقى المتلقيان، وكثيراً ما تقدر (اذكر) قبل (إذ) في مواضع كثيرة من القرآن، هل يصح أن تتعلق (إذ) بما قبلها من الكلام؟ هل يصح أن نقول: ولقد خلقنا الإنسان إذ يتلقى؟ ولقد خلقنا الإنسان إذ يتلقى؟ أو يقول: ونعلم ما توسوس به إذ يتلقى المتلقيان، أو يقال: ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان؟ هل يجوز أن تتعلق (إذ) بالجملة السابقة؟ أو نأتي بمقدر لأنه لا يصلح تعلق (إذ) هذه بالجمل السابقة؟ كأنه على رأي المؤلف أنها لا تصلح أن تتعلق بشيء مما تقدم، فقدر (اذكر).
أولاً: ولقد خلقنا الإنسان إذ يتلقى المتلقيان هذا لا يمكن تعلقه بخلقنا، ونعلم إذ يتلقى ما يصلح أيضاً، ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى، هل يمكن أن يعلق هذا {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} [(١٧) سورة ق] ونحن أقرب إليه من حبل الوريد؟ هذا الكلام يمكن على رأي شيخ الإسلام، وهو أن ضمير المتكلم الجمع يعود إلى .. ، أو يفسر بالملائكة إذ يتلقى نحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى، فمتعلق بهذا القرب من قبل هؤلاء الملائكة.