للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{ذَلِكَ} [(١٩) سورة ق] يعني "الموت" {مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ} "تهرب وتفزع" {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} [(٢٠) سورة ق] البوق الذي ينفخ فيه ملك الموت النفخات المعروفة نفخة الصعق، والفزع والبعث على خلاف بين أهل العلم هل النفخات اثنتان أو ثلاث؟ كلام معروف لأهل العلم، وهل الفزع نفخة مستقلة أو هي مقدمة للصعق؟ على كل حال بسط هذا له موضعه، ونفخ في الصور وكيف ينعم الإنسان وملك الموت الموكل بالنفخ قد حنا ظهره والتقم البوق –الصور- لينفخ فيه؟ {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [(٨) سورة المدثر] {فَذَلِكَ} إيش؟ {يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ} [(٩) سورة المدثر] هل يدرك الإنسان معنى هذا الكلام وعظمة هذا الكلام؟ لكن القلوب غطى عليها ما غطى وإلا فزرارة بن أوفى سمع الإمام يقرأ {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ} [(٨) سورة المدثر] ففاضت نفسه وهو في الصلاة، وهذه الآية لا تحرك ساكن، بل قد يتجاوزها الإنسان وما شعر بها، وهنا {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} [(٢٠) سورة ق] يعني: "للبعث" {ذَلِكَ} يعني "يوم النفخ" {يَوْمُ الْوَعِيد} "للكفار بالعذاب" يوم الوعيد للكفار بالعذاب، وهو أيضاً يوم الوعد بالنسبة للمؤمنين بالنعيم كما أنه إذا قبر الميت وجاءه الملكان وسألاه، معروف وضعهم كما جاءت به السنة الذي لا يجيب، الذي يقول: هاه هاه لا أدري، هذا يعذب ويضيق عليه قبره، ويفتح له باب إلى النار، ويقول: رب لا تقم الساعة، بينما الذي يجيب بالأجوبة السديدة الصحيحة يفتح له باب إلى الجنة، ويوسع له في قبره، ويأتيه من روح الجنة، ثم يقول: يا رب أقم الساعة، لماذا؟ لأن الأول: ما وراءه أعظم مما هو فيه، والثاني: ما وراءه أعظم مما هو فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>