ومنهم من يقول: الخطاب للنبي -عليه الصلاة والسلام-، {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا} [(٢٢) سورة ق] الخطاب للنبي -عليه الصلاة والسلام- الأسلوب أسلوب مدح وإلا ذم؟ السياق سياق مدح وإلا ذم؟ سياق ذم، لقد كنت -والخطاب للنبي -عليه الصلاة والسلام- يا محمد في غفلة من هذا، يعني قبل البعثة {فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ} [(٢٢) سورة ق] ببعثتك إلى أمتك، وإرسال جبرائيل إليك بالوحي كشفنا عنك الغطاء، {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [(٢٢) سورة ق] حاد تدرك به ما في المستقبل، ولا شك أن الناس يتفاوتون حتى المسلمون والمؤمنون والعلماء والعباد يتفاوتون في هذا تفاوت شديد، منهم من يرى ما سيجري في الآخرة نظر العيان، كما قال الصحابي -رضي الله عنه-: "أصبحت مؤمناً حقاً" قال: ((اعلم ما تقول، فإن لكل حق حقيقة)) ثم شرح يقول: "كأني أرى عياناً ما يدور في القيامة" يرى كذا ويرى كذا ويرى كذا، فالناس لا شك أنهم يتفاوتون، والاثنان من العلماء، أو من العباد، أو من العوام، أو من طلاب العلم بينهما تفاوت كبير، تجد هذا يدرك ما لا يدركه هذا، وهذا يتصور ما لا يتصوره هذا، تجد بعض الناس عند أدنى شيء يشك، وأدنى نص تجده يقف عنده قد يحتار، وتجد بعض الناس ما يقف في وجهه شيء، حتى أعقد الأمور بمسائل القضاء والقدر تنكشف له مثل الشمس، وهذا كلما رسخ القدم في العلم ووقر الإيمان في القلب تكشفت له الأمور، فإذا كان الخطاب هذا للنبي -عليه الصلاة والسلام- {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا} [(٢٢) سورة ق] يعني قبل بعثتك {فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ} [(٢٢) سورة ق] الذي غطى عليك قبل الرسالة، انكشف بالرسالة {فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [(٢٢) سورة ق] يعني تجد بعض الناس يأتي إلى عالم يقول: والله أنا هذا النص حيرني، كأني أحس أن فيه شيء من التناقض، تجد هذا ما عنده أدنى تردد في مثل هذا النص، بصره حديد حاد في مثل هذه الأمور، وتجد النصوص اللي فيها شيء من الاختلاف، اللي يعرف بمختلف الحديث تجد عند بعض أهل العلم من أسهل الأشياء، ولذا يقول ابن خزيمة:"من كان عنده خبران متضادان عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فليأتِ إليّ لأؤلف بينهما"