فيستفيد فوائد عظيمة، هنا الآن لما ضعفت الهمم رقمت الكتب، وأفيد منها؛ لأن الطالب إذا أراد فائدة وصعب عليه منالها تركها، فائدة في مسند الإمام أحمد، والله ميئوس منها، لا سيما وقد سمع من الكبار، يعني سمعنا نحن من الكبار أنهم منهم من جلس سنتين يبحث عن حديث في مسند الإمام أحمد ما وقف عليه، لماذا؟ لأن الطبع مرصوص ولا أرقام ولا فهارس ولا شيء، يقول: بلاش من مسند الإمام أحمد، لا، السلف يبونك تقرأ الكتاب من أوله إلى آخره، وهذا مقصد وهدف عند كثير منهم، لذلك ابن حبان لما ألف صحيحه ما ألفه إلا على الأنواع والتقاسيم، والهدف من ذلك أن الإنسان إذا أراد حديثاً قرأ الكتاب من أوله إلى آخره، يقرأ الكتاب من أوله إلى آخره، وهنا يضطر الإنسان مثل هذا اليماني يعد حروف التفسير، يعني إذا عد حروف القرآن قلنا: ترف، فكيف بحروف التفسير؟ فهذا لا يوجد من سلف هذه الأمة ولا الأئمة.
يقول:"مكية ستون آية، بسم الله الرحمن الرحيم" هذه البسملة موجودة في مائة وثلاث عشرة سورة من القرآن، في أوائلها بدءاً من الفاتحة إلى الناس باستثناء براءة، ويختلف أهل العلم هل هي آية من كل سورة أو ليست بآية مطلقاً؟ أو آية واحدة نزلت للفصل بين السور؟ الخلاف معروف وأدلته مشهورة عند أهل العلم، لكن هي بعض آية في سورة النمل إجماعاً، وليست بآية من سورة التوبة اتفاقاً، هذا محل إجماع، والخلاف فيما عدا ذلك، فمن أهل العلم من يرى أنها آية في كل سورة، ومنهم من يرى أنها في الفاتحة فقط، ومنهم من يقول: إنها ليست بآية مطلقاً، ومنهم من يقول: إنها آية واحدة، آية واحدة نزلت للفصل بين السور، وكأن هذا هو الذي يراه ويرجحه شيخ الإسلام ابن تيمية.
وتفسير البسملة مضى مع تفسير الفاتحة يعني من احتاج إليه يرجع إليه، وكلام أهل العلم في البسملة كثير.