في قول الله -جل وعلا-: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} [(١) سورة الذاريات] {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا} [(١) سورة الذاريات] الواو قسم، والذاريات مقسم به، وما عطف عليه فجوابه {إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ} [(٥) سورة الذاريات] جواب القسم، والقسم بالحروف الثلاثة الواو والباء والتاء، وهي من حروف الجر، هي من حروف الجر، تجر ما بعدها، والقسم والحلف كما هو معلوم لا يجوز إلا بالله -جل وعلا- باسم من أسمائه أو صفة من صفاته و ((من حلف بغير الله فقد أشرك)) نسأل الله السلامة والعافية، فلا يجوز الحلف بغير الله -جل وعلا-، وهنا قال الله -جل وعلا-: {وَالذَّارِيَاتِ} [(١) سورة الذاريات] الله -سبحانه وتعالى- له أن يقسم بما شاء من عباده، من مخلوقاته، له أن يقسم بما شاء من مخلوقاته، ومن المفسرين من يضمر رب هنا، فيقول: والذاريات يعني ورب الذاريات، وهو الله -جل وعلا-، لكن الله -جل وعلا- له أن يقسم بما شاء من خلقه، التكليف إنما هو للجن والإنس، فالله -جل وعلا- يفعل ما شاء ويحكم ما يريد، ولا يسأل عما يفعل.
{وَالذَّارِيَاتِ} [(١) سورة الذاريات] قال المفسر: "الرياح تذرو التراب وغيره" الذاريات: جمع ذارية، جمع ذارية، والمراد بالذارية: الريح، والذاريات: الرياح، التي تذرو التراب وغيره ذرواً مصدر، المصدر هو التصريف الثالث من تصاريف الكلمة، من تصاريف الكلمة، الذاريات: جمع ذارية، ذارية فاعلة، اسم فاعل من الذرو الذي هو المصدر، والمصدر هو أصل المشتقات، أصل اسم الفاعل، وأصل الفعل، وأصل اسم المفعول، وأصل أفعال التفضيل، وأصل صيغة المبالغة وغيرها من المشتقات، هو أصلها.
يقول:"ذرواً مصدر" وعرفنا أن المصدر هو التصريف الثالث من تصاريف الكلمة، تقول: ذرا يذرو ذرواً وضرب يضرب ضرباً، وهكذا، فالأول الماضي، ثم الثاني المضارع والثالث المصدر، مع أن المصدر هو أصل لجميع المشتقات بما فيها الأفعال.
. . . . . . . . . ... وكونه أصلاً لهذين انتخب
يعني المصدر أصل لجميع المشتقات، ففي تصاريف الكلمة يبدءون بالفعل الماضي ثم المضارع ثم المصدر، وإن كان الأصل هو المصدر، أصل المشتقات كلها هو المصدر.