نعم، {وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ}{رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} [(٢٧) سورة الحج] فركوب الوسائل أو بدون وسيلة، وليس في ذلك ركوب البحر، {رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ} [(٢٧) سورة الحج] إما بواسطة الوسائل البرية أو رجلاً بدون وسيلة، قد يقول قائل: ما ذكر الجو أيضاً؟ فعدم الذكر لا يعني عدم الوجود، نقول: البحر موجود وقت التنزيل والسفن موجودة وقت التنزيل، لكن المراكب الفضائية من الطائرات وغيرها ليست موجودة، وإن كانت داخلة في:{وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [(٨) سورة النحل] لكن التنصيص عليها وهي غير موجودة لا شك أنه يوجد فتنة وشك وريب من السامع، فالمراكب البحرية موجودة، ولذا قال بعض أهل العلم: إن من حال دونه ودون مكة البحر لا يجب عليه الحج؛ لأن هذه الوسيلة ما ذكرت في الآية، استجابةً للنداء ما ذكر البحر، يعني الذي جرنا إلى هذا الكلام في قوله:"السفن تجري على وجه الماء" فإذا لم يوجد إلا هذه السفن والإنسان في بلد في جزيرة من الجزر فلا يستطيع الوصول إلى مكة إلا من طريق البحر قال بعضهم: لا يلزمه الحج، هو غير مستطيع لماذا؟ لأن هذه الوسيلة لم تذكر في التقسيم لوسائل الوصول إلى مكة، وقضاء هذا الركن، يعني في الآية يأتوا إلى أين؟ إلى مكة، ومكة ليست على بحر، ليست على بحر لينص على البحر، يعني كونهم يأتون إلى جدة مثلاً، لا يعني أنهم يأتون إلى مكة، لكن الوصول إلى مكة إما أن يكون على كل ضامر أو .. ، إما مشاة وإلا ركبان، وليست هناك آلة ثالثة، ولو كانت مكة على البحر لنص على البحر، لذا القول بأن من حال دونه ودون مكة البحر أنه لا يلزمه الحج قول ضعيف، فإذا غلب على الظن السلامة لزمه الحج، ولو حال البحر دونه ودون مكة.
فالجاريات: جمع جارية، السفن الجارية لفظ مشترك بين السفن كما هنا وبين البنت التي لم تبلغ سن التكليف من الحرائر أو الأمة، وأيضاً الجارية تطلق على العين، العين، وعلى الصدقة الجارية، فهو لفظ مشترك، لكن المراد به هنا السفن اتباعاً لتفسير السلف، وإلا فاللفظ أعم من السفن، "تجري على وجه الماء".