"فالجاريات: السفن تجري على وجه الماء" السفن: الفلك تجري على وجه الماء، يجريها الله -جل وعلا- بهذه الرياح، وبالأسباب التي وضعها من صنع هذه السفن، فهي من صنع البشر، وهي وصانعها من خلق الله -جل وعلا-، {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [(٩٦) سورة الصافات] فهي مصنوعة للبشر باعتبار المباشرة، وهو بالنسبة لهذا الصنع كالآلة، والخالق الأول هو الله -جل وعلا-، فهو خالقها وخالق من صنعها، فهي تجري على وجه الماء، وتوصل الأحمال من بني آدم وأمتعتهم من مكان إلى آخر، وتقطع بهم المسافات البعيدة، هذه السفن لا شك أن فيها خطر، ولذا جاء في بعض الآثار النهي عن ركوب البحر، أما النهي عن ركوبه عند هيجانه هذا أمر معروف، أما النهي عن ركوبه مطلقاً ففيه ما فيه، ولذا لم يجيء ذكر البحر في وسائل تأدية الفرض الركن الخامس {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} [(٢٧) سورة الحج] ها؟ {يَأْتُوكَ رِجَالًا} أو إيش؟ نعم؟