بعد ذلك يقول الله -جل وعلا-: {فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا} [(٢) سورة الذاريات] قال المفسر: "الحاملات السحب تحمل الماء، وقراً: ثقلاً، مفعول الحاملات" الحاملات: السحب تحمل الماء الذي هو المطر، وتنتقل به من مكان إلى مكان، والوقر: هو المحمول، هو المحمول والمراد به الثقل، ولا شك أن ما تحمله .. ، ما يحمله السحاب فيه ثقل، والوقر والحمل والثقل معروف، حتى أنه مستعمل الآن، الوِقر مستعمل، بخلاف الوَقر، الوَقر ما هو؟ يكون في الآذان، يكون في الآذان وهو الصمم وعدم السمع، وهنا الوقر هو الثقل الذي تحمله هذه السحاب، هذه السحب، وقراً: مفعول الحاملات، الحاملات وقراً، الحاملات جمع حاملة أو حامل، وهو اسم فاعل، واسم الفاعل يعمل عمل فعله، يعمل عمل فعله، فوقراً مفعول للحاملات جاء تفسير هذه الألفاظ: الذاريات بالرياح، والحاملات بالسحب، والجاريات بالسفن، والمقسمات بالملائكة جاء عن السلف، فكان هذا من الأسئلة التي سئلها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ففسرها بهذا، وجاء تفسيرها أيضاً عن ابن عباس، وجاء أيضاً عن -وإن كان فيه كلام- عن عمر -رضي الله عنه- في أسئلة صبيغ بن عسل فسرها عمر -رضي الله عنه- بهذا وفهم من السائل عن تفسيرها أنه متعنت، فأدبه وعزره.
يقول:"فالحاملات" اللفظ أعم من أن تكون السحب، فكل حاملة يقال: فالحاملات، حتى من النساء تحمل ثقل، تحمل وقر، وهو ما في بطنها من جنين، والحمل أعم من أن يكون على الظهر أو في البطن أو بين اليدين، فكل ما اتصف بهذا الصفة يدخل في هذا، لكن ما جاء عن سلف هذه الأمة أولى ما يتمسك به، وإن كان بعضهم يجعل اللفظ عام، مثل الذاريات.