للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منهم من يقول: إن هذه (ما) نافية وليست زائدة، يعني كانوا قليلاً من الليل ما ينامون، يعني لا ينامون، لا ينامون قليل من الليل معناه أنهم ينامون كثير ويقومون قليل عكس المعنى السابق، ومعلوم أن النوم لا يمدح به، فهذا القول وإن اعتمده كثير من المفسرين إلا أنه من حيث المعنى ضعيف، يعني ينامون طويلاً فإذا بقي شيء قليل قاموا، حتى قال بعضهم: إن المشار إليه في هذا وما بين صلاة المغرب وصلاة العشاء، حتى قال بعضهم إن هذه الآية في صلاة العشاء فقط، {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [(١٧) سورة الذاريات] المدح بالقيام وإلا بالنوم؟ بالقيام، لكن إذا كان النوم في مقابل ضياع الأوقات حتى في المباح أو حتى أو في المكروه أو في المحرم من باب أولى فالنوم يمدح به، الليل سكن، يمدح به في المقابل، لكن من يسهر لعلم، لتعليم لمدارسة، لحفظ، لفهم، لصلاة، لذكر، هذا لا شك أنه أفضل من النائم، ولا مقارنة بينهم هنا، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قد يسمر في العلم، وترجم عليه البخاري: "باب: السمر في العلم" فقضاء الأوقات في ما ينفع في العبادات لا شك أنه أفضل من قضائه في المباحات ومنها النوم، النوم نعم يستعان به على طاعة الله فإذا كان في مقابل مباح فالنوم أفضل، في مقابل مكروه النوم أفضل، لكن في مقابل فاضل، يعني صلى العشاء ومسك التفسير وإلا الحديث وإلا كتاب ينفعه في علمه، ينفعه في علاج قلبه هذا لا شك أنه أفضل من النوم، لو قدر أنه مشى على قيام داود، نام نصف الليل وقام ثلثه ونام سدسه، هذا أيضاً أفضل القيام، لكن قيام الليل يقدر بالوقت، بالزمن، يعني في سورة المزمل: {قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا* أَوْ زِدْ عَلَيْهِ} [(٢ - ٤) سورة المزمل] للتقدير بالأوقات، التقدير بالوقت، فكلما زدت الله أكثر، لكن عليك أن تحفظ هذا الوقت، ما تقول: والله أنا قايم الليل وأنت كل شوي يعني تصلي لك ركعتين ثم تذهب للي يسمرون وتجلس معهم وتسمع حديثهم وتقول: أنا والله قمت الليل كله، ما هو بصحيح، نعم قد تستعمل ما ينشطك على القيام، تكون عندك أشياء تنشطك، هذا مما يستعان به على الطاعة فهو طاعة، هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>