ما فيه إشكال، لكن مع ذلك لا تقول: والله أنا قمت الليل، وأنت أكثر الليل إما في استراحة وإلا في مجلس سمر وإلا شيء، هذا ما هو بقيام، القيام الذي يستغل فيما ينفع، هب أنك جلست مع أهلك وسمرت معهم ووجهتهم لما ينفعهم، هذا قيام، أو جلست في استراحة مع جمع من أصحابك ونفعتهم بفائدة ووجهتم، وتكلم بعضهم بما لا ينفع فوجهته لما ينفع هذا قيام {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [(١٧) سورة الذاريات] ومنهم من يقول: إن (ما) مصدرية، تؤول مع ما بعدها بمصدر، فتكون: كانوا قليلاً من الليل هجوعهم، يعني نومهم، وهذا جيد، قليل من الليل هجوعهم، شوف لما كان قيام الليل يحصل في خفاء يكون الجزاء أيضاً من جنس العمل، قيام الليل دأب الصالحين في الأمم كلها، و ((نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل)) {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} [(١٦) سورة السجدة] {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [(١٧) سورة السجدة] أخفي الجزاء كما أخفي العمل، والقيام مثل ما ذكرنا، وهذه الآية وغيرها مما جاء في معناها لسنا من أهلها، لسنا من أهلها، نسأل الله -جل وعلا- أن يحيي هذه القلوب الميتة، الإنسان والله يقولها من حرقة، كلام صحيح؛ لأن الإنسان هذا هو الواقع والله لسنا من أهلها، والعالم وطالب العلم إنما يتميز بهذا، إنما يتميز بهذا، فإذا كان محروماً في هذا الباب ليجزم ويعلم أن في طلبه، في علمه، في تعليمه خلل {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [(٩) سورة الزمر] يعني وين؟ الذين يعلمون هم الذين تتجافى جنوبهم، وهم الذين قليلاً من الليل ما يهجعون، وهم الذين يحذرون الآخرة ويرجون رحمة الله بقيام الليل، {كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [(١٧) سورة الذاريات] "ينامون، وما زائدة" ويهجعون، خبر كان، كانوا قليلاً اسمها الضمير الواو واو جماعة، ويهجعون خبرها، وقليلاً