يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: " {وَفِي الْأَرْضِ} [(٢٠) سورة الذاريات] من الجبال والبحار والأشجار والثمار والنبات وغيرها" كل ما على وجه الأرض يدل على عظمة الله -جل وعلا-، يدل على أنه لا شريك له، بل هو المتوحد المتفرد "آيات دلالات على قدرة الله -سبحانه وتعالى- ووحدانيته" الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة، الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة، لكنها آيات للموقنين، آيات للموقنين، ليست لكل أحد الذي في قلبه اليقين التام والتصديق بما جاء عن الله وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام-، اليقين والإيمان الثابت الراسي في القلب، الراسخ هذا هو الذي ينفع صاحبه، ومن أعظم ما يعين على ذلك مثل ما ذكرنا النظر في آيات الله، في مخلوقاته العظيمة، وفي آياته، وما أنزله على رسوله -عليه الصلاة والسلام-، ولذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "قراءة القرآن على الوجه المأمور به، "قراءة القرآن على الوجه المأمور به" يعني ليست مثل قراءتنا الذي يهمنا فيها أن ننهي الحزب المقرر الذي قرره الإنسان على نفسه اليومي، يهمه أن ينتهي، لكن القراءة على الوجه المأمور به هي التي تورث القلب من الإيمان واليقين مثل ما قال شيخ الإسلام مما لا يوجد عند غيره، عند غير هذا الشخص الذي قرأ القرآن بالتدبر والترتيل، يقول ابن القيم -رحمه الله تعالى-:
فتدبر القرآن إن رمت الهدى ... فالعلم تحت تدبر القرآنِ
من أعظم ما يثبت الإيمان في النفس، ويزيد اليقين في القلب هو قراءة القرآن على الوجه المأمور به، مع النظر في آيات الله وملكوته، يقول الشيخ حافظ -رحمه الله تعالى-:
وبالتدبر والترتيل فاتلوا كتاب الله ... لا سيما في حندس الظلمِ