{قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ} [(٣٠) سورة الذاريات] في صنعه {الْعَلِيمُ} بخلقه" وهذا يجعل الإنسان لا ييأس من أي علة تصيبه، العقيم لا ييأس يدعو {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا} [(٨٩) سورة الأنبياء] والمريض بأي مرض ولو قرر الأطباء أنه لا علاج له لا ييأس ((ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه، وجهله من جهله)) وإن كان بعض الأطباء أحياناً يجرءون ويقولون: هذا لا علاج له، مرضك هذا ما في علاج أصلاً، ما يوجد له علاج، نقول: لا فيه علاج، ما في داء إلا وله دواء، إلا وله شفاء بإذن الله -جل وعلا-، لكن علمه من علمه، وجهله من جهله، لكن لو الإنسان حينما يذكر هذه الأمور ويجزم يقول: على حد علمي والله أعلم، فتيئيس الناس وتقنيطهم من هذا الأمر لا شك أنه غير وارد، مع أن النص بخلافه، وبالمقابل أيضاً من قبله المريض، واحد يقرر الأطباء وعمره أكثر من خمسة وسبعين سنة تقريباً ويقرر الأطباء أن فيه سرطان في الكبد، وتعداها إلى غيرها، وأن أيامه محدودة، لكن من يبلغ هذا المريض ذكر ذلك لأقرب الناس إليه، من أجل إيش؟ من أجل أن يستعد يتصدق يتوب، يستغفر، يقبل على الله -جل وعلا-، يكثر من الذكر، يكثر من كلمة التوحيد، فلما قيل له: لعلك يا فلان -هو عقيم- لعلك يا فلان تتصدق وأنت في خير وعافية، يعني الأمراض هذه لا تقرب ولا تبعد، يعني كم من مريض عاش طويلاً وكم من صحيح مات فجأة، فمن نصيحتي لك أنك تتصدق، والرجل يعرف وضعه منتهي، لكنه الأمل، قال: والله ما عندي إلا شيء يسير إذا خرجت من المستشفى با أعالج عن العقم، يعني كل له خطابه من الشرع، هذا المريض في هذا الوضع يعني عليه أن يتدارك يعني مهما كان، ما دامت العلامات واضحة يعني يتدارك ويتصدق ويكثر من الذكر ونوافل العبادة، وأيضاً الطبيب عليه أن لا يؤيس المريض من الشفاء، ومع ذلك هذا من جهته يقبل على الله -جل وعلا- وذاك من جهته يطمئن ويبين له أن هذه الأمراض ليس معناها أنها النهاية مقرونة بهذا المرض أو بذاك المرض، وليس طول العمر مقرون بالصحة أبداً.