قال:{كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ} [(٣٠) سورة الذاريات] لأن الخطاب للمثنى {قَالُوا كَذَلِكَ} أي مثل قولنا في البشارة {قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ} [(٣٠) سورة الذاريات] في صنعه {الْعَلِيمُ} بخلقه" قال إبراهيم -عليه السلام-: {فَمَا خَطْبُكُمْ} [(٣١) سورة الذاريات] يعني ما شأنكم {أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ}؟ يعني ما الأمر الذي جئتم من أجله؟ أنتم أناس لا نعرفكم وقدمنا الطعام ولا أكلتموه؟ ما شأنكم؟ ماذا تريدون؟ {قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ} [(٣٢) سورة الذاريات] إلى قوم مجرمين كافرين، يريد قوم لوط، يعني ومع الكفر الجريمة الشنعاء الفاحشة العظمى اللواط، وذكر القرطبي في تفسير سورة هود أن الله -جل وعلا- جرت عادته وسنته الإلهية أنه لا يؤاخذ بالشرك فقط، لا بد أن يكون هناك معصية يختصون بها، وتشاع بينهم ولا ينكرونها فيما بينهم، ولذلك تجد أن الذي يركز عليه في قصة قوم لوط هي الفاحشة، وقوم شعيب التطفيف، وقوم كذا عندهم كذا، وقوم كذا عندهم معاصي يتواطئون عليها، ويتداولونها بينهم ولا ينكرها بعضهم على بعض، فبها يستحقون تعجيل العقوبة، أما العذاب الأمدي الأبدي السرمدي هذا من أجل الشرك، معروف أن المشرك خالد مخلد في النار، لكن لا تعجل لهم العقوبة بسببه، إنما يعجل لهم العقوبة في أمر يختصون به من المعاصي الشنيعة من الكبار يتداولونها بينهم ولا ينكرها بعضهم على بعض، وإذا عمت الفاحشة استحقوا تعجيل العذاب، فنسأل الله تعالى السلامة والعافية.