{لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ} [(٣٣) سورة الذاريات] من طين مطبوخ بالنار، الطين معروف أنه لين، وإذا ضرب الإنسان قد لا يتأثر به مثل ما يتأثر في حالة ما إذا ضرب بشيء صلب، وهذا طين مطبوخ بالنار، نسأل الله العافية {مُسَوَّمَةً} [(٣٤) سورة الذاريات] معلمة، مسومة معلمة، يعني عليها علامات، كل حجر عليه علامة أنه لفلان، عليه علامة أنه أرسل على فلان، حتى قال بعضهم: إنه مكتوب عليه اسم من أرسل إليه معلمة عليها اسم من يرمى به عليها اسم من يرمى به عند ربك {مُسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ} [(٣٤) سورة الذاريات] ظرف لها، يعني وضعت عليها العلامات وهذه السمات عند الله -جل وعلا-، الذي عاقبهم بها، ظرف لها {لِلْمُسْرِفِينَ} [(٣٤) سورة الذاريات] بإتيانهم الذكور مع كفرهم، مع كفرهم بالله -جل وعلا-، وهذه الفاحشة ما سبقهم بها أحد من العالمين، ما سبقهم بها أحد من العلامين، إتيان الذكور نسأل الله العافية، وخلاف للفطر السليمة، حتى قال الوليد بن عبد الملك وهو خليفة، وبيوت الخلفاء تجمع، تجمع الأحرار والعبيد والخدم والناس متفاوتون في الأذواق وفي الديانات، تجمع بيوت الخلفاء، ومع ذلك يقول الوليد بن عبد الملك:"لولا أن الله -جل وعلا- ذكر اللواط في كتابه ما صدقت أن ذكراً يعلو ذكراً" هذه الفطر السليمة تأباه وتنفر منه.