للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [(٥٠) سورة الذاريات] ففروا إلى الله، يعني هل الفرار إلى الله -جل وعلا- بأن نركب المراكب الفضائية لنحلق بها إلى ما فوق العرش، نفر إليه بأبداننا إليه -جل وعلا-؟ أو نفر مما يبعدنا منه إلى ما يقربنا إليه؟ لأن التقريب هو أقرب إلينا من حبل الوريد، وأقرب للإنسان من عنق راحلته، لكن القرب ثابت لله -جل وعلا- لكن قربنا إليه؟ قربه إلينا ثابت بالنصوص، لكن قربنا إليه بما يقربنا إليه من فعل أوامره واجتناب نواهيه، و ((أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد)) ففروا إلى الله، فروا إلى ما يقربكم إليه، ولذا يقول: "فروا إلى ثوابه من عقابه بأن تطيعوه ولا تعصوه" فعلى الإنسان أن يفر إلى الله -جل وعلا-، إذا جلس معه أناس وطال بهم المجلس وهناك مكان يمكن أن يختفي به عن هؤلاء وراغ عنهم بخفية وانسل إلى هذا المكان وجلس يذكر الله ويقرأ القرآن، بحيث لا يلفت أنظارهم إليه، أو يصلي ركعتين ثم رجع إليهم وكأن شيئاً لم يكن هذا فرار إلى الله.

{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} [(٥٠) سورة الذاريات] وأمثال ذلك كثيرة، يعني أقل ما يكون فرار القلب إلى الله -جل وعلا-، وكم من إنسان يخالط الناس من خواص المسلمين من عبادهم من علمائهم من فضلائهم تجده يخالط الناس ببدنه وقلبه معلق بالله -جل وعلا-.

" {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [(٥٠) سورة الذاريات] بين الإنذار" بين الإنذار.

{وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [(٥١) سورة الذاريات] يقدر قبل ففروا قل لهم" قل لهم، قل لقومك بعد أن نظروا في أحوال الأمم الماضية، وما فعل الله بهم، وما أنزل بهم من عقوبات، قل لهم: فروا إلى الله بتوحيده، بعبادته، {إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} [(٥١) سورة الذاريات] فلا تتركوا هذا التوحيد، وهذه الأوامر.

<<  <  ج: ص:  >  >>