للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} [(٤٩) سورة الذاريات] من كل شيء خلقنا زوجين يقول: "متعلق بقوله: خلقنا" الجار والمجرور متعلق بخلقنا، خلقنا زوجين من كل شيء، يعني صنفين، من كل جنس تجد صنفين، الذكر والأنثى، السماء والأرض، الشمس والقمر، السهل والجبل، الصيف والشتاء، الحلو والحامض، النور والظلمة" هذا يمشي إذا لم يوجد ثالث لهذه الأصناف، أو لا يوجد فرد لا ثاني له من المخلوقات، هذا على عمومه يبقى، لكن العرش واحد، والكرسي واحد، والقلم واحد، فهذا مستثنى من كل شيء، أيضاً هناك أشياء منها ثلاثة، وأشياء منها أربعة، الذكر والأنثى، هذا الأصل يعني في المخلوقات ذكر وأنثى، قد يوجد صنف ثالث لا ذكر ولا أنثى، لكن هذا خلاف الأصل، السماء والأرض ماشي، الشمس والقمر ماشي، السهل والجبل ماشي، قد يوجد نوع ثالث مثلاً ليس بسهل ولا جبل وإنما هو منهبط من الأرض، الصيف والشتاء فيه أيضاً ربيع وخريف، وأيضاً الحلو والحامض، فيه المالح وفيه المز الذي ليس بحامض ولا حلو، النور والظلمة متقابلة، هناك ما هو من قبيل الضد، وهناك ما هو من قبيل النقيض، فما هو من قبيل النقيض نعم يدخل في هذا، لكن ما هو من قبيل الضد .. ، لو تقول مثلاً: منها الأبيض والأسود فيه ألوان أخرى.

على كل حال {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} [(٤٩) سورة الذاريات] هذا هو الغالب نعم {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [(٤٩) سورة الذاريات] بحذف إحدى التائين من الأصل" الأصل لعلكم تتذكرون، فحذفت إحدى التائين فصارت تذكرون، ومنهم من يقول: إن التاء الثانية أدخلت أدغمت في الذال، فصارت تذَّكرون تذَّكرون، {لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [(٤٩) سورة الذاريات] بحذف إحدى التائين من الأصل فتعلمون أن خالق الأزواج فرد فتعبدونه" خالق هذه الأشياء هو المستحق للعبادة، هو المستحق للعبادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>