{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ} [(٥٨) سورة الذاريات] صاحب القوة الذي لا يغالب، والذي يقول للشيء: كن فيكون {الْمَتِينُ} الشديد بالضم المتينُ وصف لذو، وقرئ المتينِ وصف للقوة؛ لأن الوصف إذا جاء بعد مضاف ومضاف إليه يحتمل أن يكون وصفاً للمضاف ويحتمل أن يكون وصفاً للمضاف إليه، تقول: مررت بغلامِ زيدٍ الفاضلِ، الفاضل وصف لزيد وإلا لغلامه؟ ما أحد يجزم، ما أحد يجزم بهذا ولا ذاك، إنما الذي يحدد وصف الشخص، واقع الشخص، هل الغلام موصوف بالفضل؟ أو هل زيد موصوف بالفضل؟ لينطبق عليه هذا الوصف، ولذلك تحديد المراد فيه صعوبة، إلا إذا كان الإعراب بالحروف، إذا كان الإعراب بالحروف وصار المضاف إما مرفوع أو منصوب، والمضاف إليه مجرور على كل حال، لكن إذا كان المضاف مجرور التبس الأمر إلا بقرائن ترشد إلى ذلك من خلال السياق، فمثلاً في قول الله -جل وعلا-: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ} [(٢٧) سورة الرحمن] وصف للمضاف لا محالة؛ لأن الوجه مرفوع وذو مرفوع، وفي قوله:{تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي} [(٧٨) سورة الرحمن] وصف للمضاف إليه؛ لأن ربك مجرور بالإضافة، وذي مجرور بالياء، ما تستطيع أن تقول: ذو، أو وصف للاسم لا، الذي يقع فيه الإشكال إذا كان المضاف والمضاف إليه في حالة جر كلاهما مجرور كما في مررت بغلام زيد الفاضلِ.
{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [(٥٨) سورة الذاريات] الشديد وهو وصف لذو صاحب القوة الشديد في هذا الباب وفي غيره، المتين الشديد، أما إذا قلنا: إن المراد بالقوة الشديدة يعني مما يرجح أنه وصف لذو وأنه المتين وصف لذو مما يرجح رفعه وأنه وصف لذو تفسيره بالشديد، وأيضاً تذكير المتين، تذكير المتين، القوة مؤنثة، لو أراد وصف القوة لقال: ذو القوة المتينة، نعم، وهذا مما يرجح قراءة الضم.