{فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ} [(٣) سورة الطور]، {فِي رَقٍّ} الرق: هو ما يكتب عليه، ما يكتب عليه، والأصل فيه ما يرقق من الأديم، من الجلود؛ لأن الورق ليست موجودة في ذلك الوقت إنما صنعت فيما بعد أظن في عهد الرشيد، لكن لا يوجد ورق إنما في الغالب يكتب على جلود ترقق، ويوجد بعض الكتب النفيسة مكتوبة على رق غزال، يعني -جلد غزال مرقق-، ووجد نسخة كاملة من المدونة للإمام مالك مكتوبة على رق غزال، يوجد كتب كثيرة في هذا للاهتمام بها، والرق هو ما يكتب عليه، والأصل الجلد المرقق، المرقق ليسهل التعامل معه ويخف حمله، يعني تصور القرآن كتب على جلد يحتاج إلى من يحمله، فضلاً عن السنة مثلاً: لو كتبت على جلود، أو على عظام، أو على حصى. . . . . . . . . وغيرها، كما كانت الكتابة في أول الأمر تحتاج إلى من يحملها أحمال، ولذا يقولون: إن كتب فلان حمل ثلاثين جمل مثلاً كلها؛ لأنها مثل هذا النوع تحتاج إلى من يحمله.
إن الذي هو في المصاحف مثبت ... بأنامل الأشياخ والشبان
هو قول ربي كله لا بعضه ... ومدادنا والرق مخلوقان
المداد الحبر مخلوق، والرق مخلوق الذي يكتب عليه، لكن كلام الله المكتوب في هذه الأوراق وفي هذا الرق هو كلام الله كله لا بعضه.
{فِي رَقٍّ مَّنشُورٍ} [(٣) سورة الطور] {مَّنشُورٍ} يعني مفتوح مبسوط يُقرأ، يقرأه كل من يعرف القراءة، كل من يقرأ ويكتب يقرأ يقول:"أي التوراة أو القرآن"، "التوراة أو القرآن" التوراة لمناسبة الطور، والله -جل وعلا- كتب التوراة بيده، أو القرآن؛ لأنه هو كتابنا، ونحن المخاطبون بهذا الكلام.