" {وَمَا أَلَتْنَاهُم} [(٢١) سورة الطور] بفتح اللام وكسرها"، و {أَلَتْنَاهُم} ألِتناهم من باب ضرب ألت يألت، وكسرها من باب علم علم يعلم، ألت يألت "نقصناهم {مِّنْ عَمَلِهِم مِّن} من زائدة"، ما نقصناهم من عملهم من شيء، يعني إذا كانت أمور الدنيا مبنية على الحسابات، نعم مبنية على الحسابات الزائد والناقص فإن أمور الآخرة ليست كذلك فضل الله واسع، يعني لو افترضنا أن الأب تقدم إلى بلد، وسكن في فندق، في جناح الفندق ثلاثة أجنحة -جناح ألف وباء وجيم- وسكن في جناح ألف، ثم جاء أولاده بعده فما وجدوا في ألف فما وجدوا إلا في جيم مثلاً، بحيث نفترض أن الأب مع أولاده مصروف لهم سكن من قبل الدولة، إذا افترضنا أن الجناح ألف -بألف وخمس مائة- الليلة، وباء -بألف-، وجيم -بخمس مائة- ما وجدوا في ألف، وجدوا في جيم وهو مصروف لهم، الأب له سكن خاص في ألف، والأولاد في جيم هكذا صرف لهم فقال الأب: أنا أريدهم معي في ألف قالوا: لا والله التوجيه يقتضي أنهم في جيم ما هم معك، كيف تحسب أمور الدنيا علشان يتعادلون، ويُلحق الأولاد بأبيهم؟ قال: ينزل إلى باء ويرتفعون هم إلى باء صح، وإلا علشان تكون بقدر المبلغ الذي خصص لهم من قبل الدولة، لكن هل هذا في الجنة. . . . . . . . . لا والله، أنت في منزلة عالية جداً تبى تنزل قليلاً ويرفعون لا، لا {وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ} ما نقصناهم شيء هم في منزلته.
{وَمَا أَلَتْنَاهُم} نقصانهم {مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ} ومن هذه زائدة، ومر بنا مراراً أن زيادتها من حيث أنها لو حذفت استقام المعنى، لكن لا يعني أنها ليست لها فائدة، لها فائدة وهي تأكيد النفي، تزاد بعض الحروف دعامة للكلام من شيء يزاد في عمل، يزاد في عمل الأولاد، يعني إذا تقرر أنهم يرفعون إلى منازل آبائهم فمعناه أننا زدنا في عملهم، زدنا في علمهم مقتضى الزيادة في عمل الأولاد أن ينقص من عمل الآباء، لكن ما ألتناهم من عمله من شيء، هذا الشيء الذي زدناه في عمل الأولاد ليس معناه أننا نحسمه من عمل الآباء، يلحقون بهم يزاد من عمل الأولاد.