إضافة إلى الأنهار الأخرى من العسل ومن اللبن ومن الماء، ويطوف عليهم للخدمة، يطوف على أهل الجنة يخدمونهم غلمان أرقى لهم، يطوف عليهم للخدمة غلمان لهم، ما قال: غلمانهم يطوف عليهم غلمانهم، يقول: يطوف عليهم لخدمتهم غلمان لهم أرقى؛ لأنه لو قال غلمانهم لاستصحب الإنسان ما كان هل في الدنيا من كان يخدمه في الدنيا يخدمه في الآخرة، ومن لا يخدم في الدنيا لا يخدم في الآخرة، لكن {غِلْمَانٌ لَّهُمْ} [(٢٤) سورة الطور] يعني للجميع ليست للمخدوم في الدنيا دون غيره، غلمان للخدمة، خدمة في طلب جميع ما يشتهون، في إحضار جميع ما يشتهون.
وجاء في بعض الآثار أنه إذا نادى قال له ألف غلام على بابه: لبيك، لبيك، نعيم دائم لا تبلغه الأفهام، ولا تدركه الأوهام، نعيم لا يخطر على قلب بشر، وهناك كتاب اسمه -نسيت أول اسمه-، لكن في الرد على الخواطر الشيطانية من بعض الكتاب المعاصرين، ممن استولى على أفكارهم الشياطين قال: إنهم يستخدمون هؤلاء الغلمان في الاستخدام القبيح في الدنيا -نسأل الله العافية-، ويقولون: إنهم يتمتعون بهم في الآخرة، وهذا كلام باطل وهو في الدنيا قبيح فكيف بالآخرة؟ على كل حال هذا الكلام إنما يقال؛ لئلا يغتر به، وله عليه رد طيب اسمه: في الرد على فلان في خواطر شيطانية، أو في بعيد العهد عني الكتاب، لكنه قول شنيع نسأل الله السلامة والعافية، ولا يظن بهذا القول إلا أنه نسأل الله السلامة والعافية أنه ممن فتن بهذا العمل.