{أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ} [(٤١) سورة الطور] الغيب الذي لا يعلمه إلا الله -جل وعلا-، هل عندهم منه شيء كما يقول المفسر -رحمه الله- {أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ}؟ يعني علم الغيب، علم الشيء المغيب {فَهُمْ يَكْتُبُونَ} ذلك حتى يمكنهم من منازعة النبي -عليه الصلاة والسلام- في البعث وأمور الآخرة التي يخبر عنها من المغيبات، يعني أخبر مثلاً عن الدجال، فهل أخبروا عن شخص أخر يأتي في زمن الدجال، أو قبله، أو بعده من المغيبات؟ لا يستطيعون، لا يستطيع عما وراء هذا الجدار، ليس عندهم شيء من علم الغيب إلا باستعانتهم بعد شركهم بالله -جل وعلا- فيمن يعينهم من الجن والشياطين، قد يعرفون ما وراء هذا الجدار، أو ما في البلد الفلاني بواسطة الشياطين التي تعينهم، لكن بذواتهم لا يستطيعون، الشياطين والجن لا يعلمون الغيب، لكن في مقدورهم حيث جعل الله تعالى فيهم هذه القدرة أنهم يتنقلون من بلد إلى بلد، من مكان إلى آخر بسرعة هائلة فيأتون بمثل هذه الأخبار، وإلا فلا يعلم الغيب الإ الله -جل وعلا-.
{أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا} [(٤٢) سورة الطور] مكراً بك ليهلكوك كما تواطؤ على قتله من جمع منهم من قبائل متعددة ليتفرق دمه في القبائل، لكنهم لم يستطيعوا؛ لأن الله حافظهم وناصرهم.
{فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ} المغلبون المهلكون فحفظه الله منهم، ثم أهلكهم ببدر وبغيرها، الذي مات ببدر، والذي مات على فراشه، وأسباب الموت متنوعة فهلكوا، وقد تربصوا بالنبي -عليه الصلاة والسلام- وانتظروا وفاته وهلاكه، وخططوا لذلك من مشركي العرب، ومن اليهود أيضاً، لكنهم لم يستطيعوا ذلك؛ لأن الله -جل وعلا- تولى حفظه.