{وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ} يمنعون من العذاب في الآخرة"، يعني لا يوجد من ينتصر لهم، يعني له يستطيع الأب إذا ألقي ولده في النار -فلذت كبده- يستطيع أن ينقذه وينصره؟ لا يستطيع نصر نفسه، فضلاً عن أن ينصر غيره.
{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} [(٤٧) سورة الطور] بكفرهم"، والظلم يطلق ويراد به أعظمه وهو الشرك {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [(١٣) سورة لقمان]، يطلق على ما دون ذلك من المعاصي والكبائر والجرائم والصغائر كلها ظلم من الإنسان لنفسه، ويدخل في ذلك أيضاً دخولاًٍ أولياً ظلم الإنسان لغيره، وهنا يقول:{وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا} يعني بكفرهم {عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ} أي في الدنيا قبل موتهم" يعذبون، ولو ظهرت عليهم آثار النعيم هم في عذاب، ويعذبون كما عذبت قريش "بالجوع والقجط سبع سنين، وبالقتل يوم بدر" و {دُونَ ذَلِكَ} يعني دون العذاب الأكبر {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} [(٢١) سورة السجدة]، وهذا يشمل ما كان في الحياة، وما كان بعد الممات في القبر -في البرزخ-، {دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} الذي هو عذاب جنهم، نسأل الله السلام والعافية، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} أن العذاب ينزل بهم" يعني لا يصدقون بهذا، لا يصدقون بأن هناك بعث، وأن هناك جزاء، وأن هناك جنة ونار، {وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} أن العذاب ينزل بهم".