لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا} [(٢١) سورة الحشر] الذي يستشعر هذا لا بد أن يحصل له شيء، مع ضعف المورود، يحصل هذا الغشي وهذا الإماء وهذا أمر معروف، يعني لا يكاد ينكر، يعني قيل لمحمد بن سيرين: إن بعض الناس يصعق ويغمى عليه إذا قرئ عليه القرآن، قال: اجعلوه فوق جدار إن سقط فهو صادق، يعني وإلا فهو تمثيل، لكن هذا كثير في التابعين، يعني ننظر إلى التدرج، قد يقول قائل: الواحد منا ونحن أضعف من التابعين بكثير ما يحصل لنا شيء، لماذا؟ لأننا لا نستحضر قوة الوارد، قلوب ما فيه، أقسى من الحجارة، ما نستشعر شيء مما نسمع، ولو كنا نستشعر عظمة الوارد ما صارت حالنا هذه، عمر يسمع الآية ثم يجلس عشرين يوم يعاد مريض، هل يحصل هذا لأحد من المخلوقين اليوم؟ ما يحصل، يعني المسألة تدريجية قوة وارد مع قوة مورود ما يحصل شيء تكافؤ، يحصل استشعار وعظمة ومبادرة لامتثال، وتأثر وبكاء، وله أزيز كأزيز المرجل، صدره -عليه الصلاة والسلام- وصحابته كذلك، ثم جاء بعدهم التابعون يستشعرون هذه القوة ويبكون، لكن القلب ضعف صار ما يتحمل، ما يتحمل، يعني مَن مِن الناس اليوم يصاب بمصيبة يحزن قلبه، وتذرف عينه الدمع، تدمع عينه، ومع ذلك لا يعترض على القدر بأي وجه من الوجوه، يعني لا يلتفت إلى هذا المصاب، يعني مضايق مضايق أنظار لا تستطيع التوفيق بينها، يعني إذا كنت صادق في فعلك، أما الكاذب الذي يمثل يستطيع أن يتلون بما شاء، يستطيع أن تدمع عينه وقلبه يضحك، أمر مفروغ منه.