بل هي تابعة لغيرها، وهنا يقول: باسم الله الرحمن الرحيم، كما كتب سليمان، وكما جاءت به السنة المتواترة وأجمع المسلمون عليه، فينطق بنفس الاسم الذي هو اسم المسمى، لا يقول: بالله الرحمن الرحيم. يعني الله -سبحانه وتعالى- حينما يقول:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [(١) سورة العلق] هل الاسم مراد ذكره أو ليس بمراد؟ إذاً تقول: باسم الله ما تقول: بالله الرحمن الرحيم، وهذا يدل على أن لفظ الاسم أحياناً يكون مراد ومقصود، وأحياناً بعض النصوص تدل على أنه ليس بمراد، دقيقة جداً.
الخلاصة أن الحروف الألف والسين والميم غير مسمى باعتبار أن من يطلق هذا الاسم لا يريد إلا مسماه وكما تقدم في قولهم: أن من قال: نار لا يحترق لسانه، وإنما يدل على المسمى، فالمراد بالاسم المسمى كما في النداء، فإذا قيل: يا محمد لم يرد بذلك الحروف فقط، وإنما يراد المسمى بهذا الاسم،. . . . . . . . . والاسم هو عين التسمية، وهو عين المسمى باعتبار وغيره باعتبار، والباء للاستعانة، والجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره: ابدأ أو اقرأ أو ابتدائي أو قراءتي أو باسم الله ابدأ تقدره متقدماً أو متأخراً، وإن قدرته متأخر وهو اسم وليس بفعل، إذا قلت: ابدأ باسم الله الرحمن الرحيم، قدرت فعل متقدم، أو تقول: ابتدائي باسم الله الرحمن الرحيم، قدرته اسم متقدم، إذا قلت: باسم الله الرحمن الرحيم ابدأ قدرته فعل متأخر، وإذا قلت: بسم الله الرحمن الرحيم ابتدائي، أربع صور؟ أيها أبلغ؟ ابدأ بسم الله الرحمن الرحيم فعل متقدم، ابتدائي بسم الله الرحمن الرحيم اسم متقدم، المتعلق، بسم الله الرحمن الرحيم ابدأ المتعلق فعل متأخر، بسم الله الرحمن الرحيم ابتدائي اسم متأخر، أيها أبلغ؟ فعل متأخر، لاحظوا يا لإخوان، لا تستعجلوا، لماذا صار الفعل المتأخر أبلغ؟