للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هناك اصطلاحات سواءً كانت في علوم القرآن أو علوم الحديث أو أصول الفقه أو غيرها، اصطلاحات حادثة، وقد يكون في بعضها مخالفة لبعض النصوص، يعني من الحقائق العرفية: الألوان، من الحقائق العرفية: الألوان، والألوان تختلف من وقت إلى وقت، تختلف من وقت إلى وقت، يعني مر علينا في تفسير القرطبي: "ولونه قرمزي" إيش معنى قرمزي؟ هذا العرف يعني إلى قبل ربع قرن معروف عندنا، ثم صار الناس يقولون: بنفسجي، ثم صار الناس الآن يقولون: موف، ثم صار .. ، الألوان متطورة، يعني أنا أريد أن أقرر مسألة أن الحقائق العرفية لا تعارض بها النصوص الشرعية، يعني لو أن شخصاً أقسم بالله العظيم أنه من عمره من ولد إلى يومه هذا ما رأى جمل أصفر، والله -جل وعلا- يقول: {كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ} [(٣٣) سورة المرسلات] يقول: والله ما شفت جمل أصفر، الأصفر هذا عندنا في عرفنا هذا التمر مثلاً، لونه قبل أن يكون تمراً لونه أصفر، صح وإلا لا؟ هل في جمل بهذا اللون؟ في جمل بهذا اللون؟ ما في جمل بهذا اللون، فهو يحلف على الحقيقة العرفية ولذلك لا يحنث ولا يأثم، كما قلنا بالأمس: من حلف ألا يستظل بسقف وألا ينام على فراش، فنام على الأرض تحت السماء، السماء سقف والأرض فراش يحنث وإلا ما يحنث؟ ما يحنث، لذلك على طالب العلم أن يكون متنبه لمثل هذه الأمور؛ لأنه لو سمع من يقول: والله ما شفت جمل أصفر، قلنا: عارض القرآن وكابر، القرآن يثبت جمل أصفر، نقول: هو على حسب الحقيقة العرفية، الحقيقة العرفية معتبرة في بعض الأبواب الشرعية، يعني الأيمان والنذور مبناها على العرف، اللباس عرفي عند أهل العلم، على كل حال ننتبه لمثل هذه الأمور، فالظن العرفي الاصطلاحي عند أهل العلم: الاحتمال الراجح، في النصوص متفاوت يبدأ من أكذب الحديث إلى أن يفيد العلم القطعي اليقيني، ولذلك كثير من الإخوان الآن من باب غيرتهم على العقيدة ينزل بقوة على تقسيم الأخبار، وأن هذا يفيد الظن ... ، نقول: لا، ما في إشكال -إن شاء الله-، ما في إشكال، إذا قلنا: إن الظن هو الظن الاصطلاحي وهو الاحتمال الراجح، قلنا: تثبت به الأحكام، تثبت به العقائد، تثبت به الفضائل ويش المانع؟ لأن ويش معنى ظن؟ خبر

<<  <  ج: ص:  >  >>