الصورة المقررة في هذه الدورة في الأيام الثلاثة هي "سورة القمر"، وتفسير الجلالين كما هو معروف، لكن من باب التكرير والتذكير مؤلف من قبل شخصين، يقال لكل منهما جلال الدين.
الأول: جلال الدين المحلي ابتداء التفسير من الكهف إلى أن وصل إلى نهاية القرآن، ثم شرع من أوله ففسر الفاتحة، ثم بعد ذلك جاء الجلال جلال الدين السيوطي فأكمله بدء من البقرة إلى نهاية الإسراء، ولهذا يقال له: تفسير الجلالين، والتفسير محل عناية من قبل أهل العلم، وكثرة عليه الحواشي والتعليقات، وكثر من يدرسه ويدرسه من أهل العلم وطلابه، فهو محل عناية وهو جدير بهذا العناية خليق بها؛ لأنه تفسير متقن مضبوط متن متين، يصلح أن يربى عليه طالب العلم في التفسير، يراجع عليه ما أشكل من أمهات كتب التفسير؛ لأن فيه وعورة، فيه صعوبة، وهذا هو السر في كونه يصلح لأن يربى عليه طالب علم.
فيه أيضاً بعض المخالفات، مخالفات عقدية ينبه عليها في مواضعها، المقصود أن الكتاب كتاب نفيس ومتين. وأما بالنسبة للكتب السهلة الميسرة من تفاسير مختلفة هذه يقرأها المثقف العادي ما يحتاج أن يراجعها عليها أحد، أما بالنسبة لهذا الكتاب فهو متن يصلح لأن يشرح ويدرس، ويتعلم عليه طالب العلم الذي يريد أن يؤصل نفسه بقوة.
يقول -رحمه الله تعالى-: "سورة القمر" معروف أن السورة تسمى بكلمة ترد فيها، اختير القمر هنا؛ لأنه هو الآية الآفتة للنظر في هذه السورة، وإلا بالإمكان أن يقول قائل لماذا لم تسمى بصورة الساعة؟ الساعة أشير إليها في مواضع من القرآن كثيرة، بينما انشقاق القمر، القمر أيضاً أشير إليه في مواضع، لكن انشقاقه اللي هو الآية التي طلبها المشركون من النبي -عليه الصلاة والسلام- وتحققت خارقة للعادة، لا شك أنها أنبه ما في هذه السورة مما يمكن أن يسمى بها.