للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: "سورة القمر"، هنا في العنوان عنوان السورة لو رأيتم في المصحف، وجدتم "سورةُ القمرِ" مضاف إليه كذا، هذا الأصل لكنهم في القرآن في الغالب إنما يذكر بالحكاية، باللفظ الإلهي، وما جاء في كلام الله-جل وعلا- القمر مرفوع {انشَقَّ الْقَمَر} [(١) سورة القمر] فهل يمكن أن يقول: سورة القمرُ، كما يقول: سورة المنافقين أو المنافقون؟ المنافقون {إِذَا جَاءكَ الْمُنَافِقُونَ} [(١) سورة المنافقون] على الحكاية، سورة المؤمنين أو المؤمنون؟ نعم المؤمنون، فالأصل أن يحكى اللفظ الإلهي في التسمية، وإلا فليقل سورة المؤمنين؛ لأنه مضاف إليه، سورة المنافقين مضاف إليه، وعلى هذا طرداً لهذا أن يقال، أن يقال: سورة القمر، وأن كان الوقف يعني لو قيل سورة القمر ماشي؛ لأنه الوقوف أيضاً على رؤوس الآي كلها ساكنة.

{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَر* وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ} [(١ - ٢) سورة القمر] مستقر، مستمر، مزدجر كلها ساكنة، لكنها ضبطت بالكسر في المصحف، وإلا لو تركت قلنا: إنها على الحكاية على السكون.

يقول: مكية، فائدة معرفة المكي من المدني معروفة عند أهل العلم، يتكلمون فيها في علوم القرآن، ويعنون بذلك أهل التفسير عناية فائقة في بيان المكي والمدني، والاستثناء ممكن الاستثناء منه لمعرفة المتقدم من المتأخر، الناسخ من المنسوخ، هذه فائدة معرفة المكي من المدني.

<<  <  ج: ص:  >  >>