قال: أو دائم من الاستمرار وهو الدوام، إما من القوة أو من الاستمرار والدوام، ومنهم من يقول: إنه مستمر من المرارة، يعني سحر مرارته تصل إلى الحلوق، ولا شك أن ما يؤذي الإنسان مر فهم يتأذون بهذا السحر على حد زعمهم، وقيل: من المرور وهو العبور، سحر عابر ومنتهي ومنقضي كغيره من السحرة، فهم يتربصون بالنبي -عليه الصلاة والسلام- وسحره، يتربصون به ريب المنون كما تقدم، لكن المؤلف اعتمد معنيين فقط من المعاني الأربعة، قال: مستمر قوي، سحر قوي، ولا شك أن السحر مراتب فيه القوي وفيه الضعيف، والسحرة كذلك لهم مراتب وبعضهم يدل على بعض إذا عجز عما يراد منه، قال: اذهب إلى فلان فإنه أشد وأقوى سحراً، -نسأل الله العافية-.
والسحر كفر بالله العظيم، والذهاب إليهم مجرد الذهاب لا تقبل له صلاة أربيعين يوماً، ومن صدقهم كفر وذكرنا أنفاً أنهم لو طابقوا الواقع، ولو طابقوا الواقع.
ذهب واحد -نسأل الله العافية- ينتسب إلى طلب العلم إلى ساحر ليفك عنه السحر، فشرح له ما حصل بالتفصيل وقال: لما دخلت على زوجتك جاءتكم امرأة هذه صفتها بطيب هذا باقيه فأحضر له الوعاء، وعاء الطيب فما كان من ذلك الرجل الذي ينتسب إلى طلب العلم إلا أن قال: صدقت -نسأل الله العافية-، وبهذا كفر نسأل الله السلامة والعافية، ولو طابق كلامه الواقع فإن هذا كذب يجب أن يقال كذبت، وصدق الله ورسوله، وعرفنا أن الصدق والكذب مربوط بمطابقة الشرع، يعني لو شهد ثلاثة أنهم رأوا الزاني بأم أعينهم رأوه يفعل بالمرأة كما يفعل الزوج بزوجته هم عند الله كاذبون إذا لم يأتوا بأربعة شهداء، -هذا نص القرآن.