للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

والساحر ولو أحضر ما أحضر مما يطابق الأمر يجب أن تقول: كذبت، وهو كاذب شرعاً؛ لإن بعض الناس يحصل عنده شيء من التردد، يجد نفسه مجبر وملزم إذا طابق الواقع، لا يجب عليك أن تكذب؛ لإن هذه الأمور مربوطة بشرع، يعني لو ذهب إليه يحرم عليه الذهاب ولا تقبل له صلاة أربعين يوماً، إذا صدقه الأمر أعظم من ذلك فقد كفر، فماذا عمن يذهب إلى الساحر ليفك السحر وقد أفتاه من أفتاه في ذلك؟ -نسأل الله السلامة والعافية- وسهل له أمر الكفر، لا بد أن يصدق ومعه فتوى يعتمد عليها مناقضة معارضة لما جاء عن الله وعن رسوله، -نعوذ بالله من الخذلان- {وَكَذَّبُوا} [(٣) سورة القمر]-النبي -صلى الله عليه وسلم- {وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ} الآيات لا تغني {وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ} [(١٠١) سورة يونس] لا تغني الآية ولا تفيد فيهم فإذا طبع الله على القلب صار لا ينفذ فيه خير، وإذا وجد هذا من بعض المسلمين الذين ينتسبون إلى القبلة وجد منهم بعض هذا الطبع -نسأل الله العافية-، ترك ثلاث جمع طبع الله على قلبه، وإذا مسخ القلب لا يجدي فيه شيء ولو لم يصل إلى حد الكفر، الرآن إذا غطى على القلوب تجده لا يستفيد من النصوص.

ابن القيم -رحمه الله تعالى- ذكر في إغاثة اللهفان: أن الرجلين في أخر الزمان يمضيان إلى المعصية فيمسخ أحدهما خنزيراً، ويش المتوقع من الثاني الذي يسلم يعني يندم ويتوب ويقلع فوراً ويقبل إلى ربه الذي نجاه من هذا المسخ، لكن مسخه أعظم من مسخ صاحبه يذهب إلى معصيته، كذبوا النبي -عليه الصلاة والسلام- وقالوا: هذا الذي حصل للقمر سحر سحرتنا فرأيتنا نبصر خلاف الواقع.

{وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ} "يعني في باطلهم" {وَكُلُّ أَمْرٍ} يقول: "من الخير والشر" {مُّسْتَقِرٌّ} "بأهله في الجنة أو النار"، كل أمر سواء كان من أمور الخير أو من أمور الشر، مستقر بأهله يعني موصل لأهله أهل الخير إلى الجنة، وأهل الجنة إلى النار كل أمر مستقر.

<<  <  ج: ص:  >  >>