للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قال تعالى: {سيعلمون غدا} [(٢٦) سورة القمر] يعني "في "الآخرة" {من الكذاب الأشر}، {سيعلمون غدا} ويطلق الغد ويراد به الآخرة، {اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد} [(١٨) سورة الحشر] {ما قدمت لغد} يعني ليوم القيامة، وقد يراد بالغد هنا يوم العذاب الآتي ذكره.

{سيعلمون غدا} "في الآخرة" {من الكذاب الأشر} "وهو هم الذين كذبوا فيما زعموه أنه كذاب بأن يعذبوا على تكذيبهم نبيهم صالحا{سيعلمون غدا من الكذاب الأشر} "وهو هم الذين كذبوه وكذبوا عليه وكذبوا على مرسله فهم أهل الكذب بأن يعذبوا على تكذيبهم نبيهم صالحا".

{إنا مرسلو الناقة فتنة لهم} [(٢٧) سورة القمر] ابتلاء اختبار هم طلبوا، قالوا: ما دام تدعي هذه الدعوة فلك إله ولنا آلهة، نطلب من آلهتنا وتطلب من إلهك، الذي يتحقق له ما يطلب هو الإله الحق، الذي يحقق الطلب هو الإله الحق، قالوا: ماذا تريدون؟ قالوا: نريد ناقة عُشَراء وبراء فطلبوا من آلهتهم ما حصل شيء، فطلب من الله -جل وعلا- فأخرج لهم هذه الناقة العشراء الوبراء من صخرة من هضبة.

{إنا مرسلو الناقة} "مخرجوها من الهضبة الصخرة كما سألوا" قالوا: تخرج لنا من هذا الصخرة، من هذه الهضبة ناقة عشراء وبراء فخرجت، هذه معجزة لهذا النبي الكريم لكن كما قال الله -جل وعلا-: {وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون} [(١٠١) سورة يونس] {فتنة} محنة وابتلاء واختبار لهم لنختبرهم ما الذي حصل؟ كذبوا استمروا على تكذيبه، وفي النهاية قتلوها، {فارتقبهم} "يا صالح أي انتظر ما هم صانعون وما يصنع بهم"، ارتقب انتظر، انتظر ما هم صانعون، هل يصدقونك ويؤمنون بك، أو يكذبونك ثم بعد ذلك انتظر النتيجة ماذا يصنع بهم؟ وما لهم؟ {واصطبر} "الطاء بدل من تاء الافتعال أي أصبر على آذاهم"، أصلها أصتبر "تاء الافتعال تقلب طا صارت " اصطبر " أي اصبر على آذاهم لا بد من الصبر، لابد من التحمل هذه سبيل الأنبياء، وهذه طريقهم، لا بد من الدعوة إلى الحق ولابد من الصبر على الأذى فيه، أي اصبر على آذاهم.

{ونبئهم} أخبرهم أن الماء {قسمة} يعني مقسوم بينهم وبين الناقة فيوم لهم ويم لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>