{كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ} [(٣٣) سورة القمر] انتهى من قوم نوح وعاد وثمود، ثم ذكر قوم لوط {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ} [(٣٣) سورة القمر] "أي بالأمور المنذرة لهم على لسانه" على لسان لوط وهو ابن أخي إبراهيم -عليهم الصلاة والسلام-، {كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ}"أي بالأمور المنذرة لهم على لسانه" قوم لوط تكثر النسبة لمن يفعل الفاحشة نسبته إلى لوط فيقال: لوطي مثلاً نسبة إلى هذا النبي الكريم، ويفعل الفاحشة الفعلة يقال: لها لواط يعني فإذا قيل الفاحشة أما زنا أو لوط، والقذف الرمي بالزنا أو باللواط، فإذا قيل: فلان لوطي بمعنى أنه يرتكب هذه الفاحشة، فهل هذه النسبة لوطي إلى النبي لوط أو إلى الفعلة الخبيثة اللواط؟ يعني من فعل الفاحشة ينسب إلى لوط أو إلى الفاحشة نفسها؟ الفاحشة بلا شك، كما يقال:"زاني" يقال: " لوطي " بالنسبة إلى هذه الفاحشة، بعض الناس يستنكر هذه النسبة؛ لأن لوطي أضيفت ياء النسب إلى لوط فانتسب إليه كما يستنكر أيضا النسبة إلى المسيح، فالنصارى الذين بدلوا وحرفوا لا ينسبون إلى المسيح، فلا يقال: فلان مسيح؛ لأن ديانته اختلفت عن ديانة المسيح بالتحريف والتبديل والتغيير، فالمخالفة لا تنسب إلى الأنبياء فيقال: نصراني، ولا يقال: مسيحي، وهنا ماذا نقول بالنسبة لمن ارتكب هذه الفاحشة وهذه الفعلة الشنيعة المخالفة للفطر؟ حتى قال الوليد بن عبد الملك: لولا أن الله ذكر هذه الفاحشة في كتابه ما توقعت ولا صدقت أن ذكراً يعلوا ذكراً، فطر سليمة، فهل يقال لوطي، أو الأولى أن يقال: لواطي نسبة إلى الفعل لواط يعني أصل التسمية باللواط، لا شك أن يعني التسمية فيها شيء من اسم هذا النبي الكريم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم، فيها وإلا ما فيها، لكن لواط اسم منحوت من فعلت قومه، من فعلت قومه فهل الأولى النسبة لهذه الفعلة الفاحشة أن يقال: لوطي باعتبار أن المسالة الفعلة نحتت من اسمه، أو نقول: لواطي نسبة إلى الفعلة نفسها، مع أن الألف قد تحذف في النسب، وقد تزاد في النسب فالنسب أمر فيه سعة قد تحذف منه الألف وقد، يعني النسائي والنسئي، يماني ويمني تحذف وتزاد، مسألة النسب أمرها فيه