{نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ} بسحر من الأسحار، قال من الأسحار لماذا؟ ليبين أن لفظ سحر هنا نكرة؛ لأنه لو كان معرفة لمنع من الصرف لقيل {نجيناهم بسحرَ} بسحر "من الأسحار أي وقت الصبح من غير يوم معين"، يقول:{إِلَّا آلَ لُوطٍ}"وهم ابنتاه معه" وأما النسبة لامرأته فقد ضرب الله بها مثلاً للذين كفروا مع امرأة نوح، وهما ابنتاه معه {نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ}، بسحر يعني من الأسحار ليبين أنه نكرة في أي وقت الصبح من يوم غير معين؛ لأنه كان في يوم معين صار معرفة، معروف فيمنع من الصرف، يقول:"لو أريد من يوم معين لمنع من الصرف؛ لأنه معرفة معدول عن السحر، لأن حقه أن يستعمل في المعرفة بأل" وإذا كان معدول عن المعرفة فيمنع للعدل كما في عمر معدول عن عامر، والعدل من العلل كما هو معروف، أي: وقت الصبح الأصل في السحر أنه ما بين في أخر الليل قبل طلوع الصبح، لكن جاء في موضع آخر موعدهم الصبح وليس الصبح بقريب.
طيب لو كان يوم معين صار معرفة ومنع من الصرف، يعني مثل مصر إذا أريد به المصر المعروف وقال:{وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ} [(٢١) سورة يوسف] منع من الصرف، وإذا كان مصر أي مصر من الأمصار فإنه يصرف كما في قوله تعالى