للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [(٩٦) سورة الصافات] فهما على طرفي نقيض، وأهل السنة وسط بين القدرية الغلاة في النفي، وبين أولئك الجبرية الغلاة في الإثبات، أهل السنة وسط بينهما يرون أن المكلف له حرية، وله اختيار، وله مشيئة لكنها تابعة لمشيئة الله -جل وعلا- وإرادته، وأنه لن يخرج عما قدره الله عليه، ولن يحصل في ملك الله إلا ما يريد، وله حرية، ما أجبر على عمل لا يستطيعه، ما سلب الحرية والاختيار ثم قيل له افعل؛ ليكون تعذيبه في الجهتين تعذيبه ظلم، صار مجبور على الفعل تعذيبه ظلم، وفر القدرية من هذه الشبهة إلى ما هو شر منها فأثبتوا مع الله -جل وعلا- خالقاً أخراً، ولذا جاء الخبر بتسميتهم مجوس هذه الأمة، وأهل السنة مثل ما قلنا وسط في البابين يثبتون الحرية واختيار، ومع ذلك هذه الحرية والاختيار ليست مطلقة بل مقيدة بإرادة الله -جل وعلا-.

{بِقَدَرٍ} يقول: "حال من كل -يعني إن خلقنا كل شيء خلقناه- مقدراً"، مقدراً "حال من كل مقدراً"، "وقرئ {كل} بالرفع مبتدأ خبره خلقناه"، إذا عرفنا الناصب لكل، وننتبه للمقارنة بهذه الآية {إِنَّا كُلَّ} هذا هو المرجح قراءة النصب هي المرجح، قرئ {كُلُ} بالرفع وسيأتي {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ} [(٥٢) سورة القمر] المرجح الرفع مع أنه بالإمكان أن يقول: فعلوا كل شيء {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ} يكون منصوب بفعل يفسره المذكور تقديره: فعلو كل شيء فعلوه فهنا المرجح النصب، وهناك المرجح الرفع لماذا؟ ما الفرق، وما السبب في ترجيح النصب هنا وترجيح الرفع هناك، إذا قلنا {كُلُ} بالرفع جعلناها مبتدأ خبره خلقناه {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [(٤٩) سورة القمر]، ما الذي يترتب على هذا؟

طالب. . . . . . . . .

الشيخ: لا لا المسألة مسألة متعلقة بالاعتقاد نعم.

طالب. . . . . . . . . كل شيء مخلوق مثل القرآن

<<  <  ج: ص:  >  >>