للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: لا لا خالق كل شيء ما في إشكال، يعني يرد شيء مما لا يتعلق به الله -جل وعلا- من أسمائه وصفاته هذا خارج {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ} يعني إنا خلقنا كل شيء، يعني المخلوق كله مقدر لله -جل وعلا-، وإذ قدرنا يعني على رواية الرفع {كلُ شيء} كل شيء هذا مبتدأ خلقناه {بِقَدَرٍ} فيكون القدر متعلق بخلقناه ما هو متعلق بكل شيء على رواية النصب، القدر متعلق بكل شيء لا يخرج شيء عن تقدير الله -جل وعلا-، وإذا قلنا كل شيء خلقناه صار التقدير: بقدر متعلق بخلقناه، فيكون هناك أشياء لا يتناولها القدر مما لم يخلق؛ لأن خلقنا فعل ماضي يعني مما لم يخلق بعد لا يتعلق به القدر، يعني لو نظرنا إلى {إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [(٢٠) سورة البقرة] بعضهم يقول: إن الله على ما يشاء قدير، أيهما أعم؟ نعم.

طالب. . . . . . . . .

الأولى أعم بلا شك؛ لأن القدرة متعلقة بكل شيء ما يشاءه وما لا يشاءه، قدرة الله -جل وعلا- علقتها بكل شيء مما شاءه الله -جل وعلا- ومما لم يشاءه، منهم من يقول: إن الأمر في ذلك سهل؛ لأن الذي لا يشاءه الله -جل وعلا- ليس بشيء يعني عدم والعدم لا يتعلق به موجود، مثل مسألة من الدقائق تحتاج إلى انتباه، الطبري -رحمه الله- في أول سورة الملك قال: إن الله على ما يشاء قدير، والمفسر هنا ماذا قال في أول موضع؟ {إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [(٢٠) سورة البقرة] الآية عشرين من سورة البقرة {إِنَّ اللَّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ماذا قال؟ إن الله على كل شيء شاءه قدير هذا الكلام صحيح وإلا ليس بصحيح؟ نعم ليس بصحيح.

هذا الأصل أن القدرة باقية على عمومها وأنها تتناول كل شيء، لكن يشكل على هذا في صحيح مسلم في حديث أخر من يخرج من النار، لما يقول له: تمنى فيتمنى، ((يقول الله -جل وعلا-: فإني على ما أشاء قادر)). هذا يشكل على ما قررناه وإلا ما يشكل؟ يشكل، كيف نخرج من هذا الإشكال؟ يعني الطبري ما فيه، سهل نرد عليه، يعني لو لم يرد إلا كلام الطبري وهو إمام من أئمة السنة، يعني في أوائل سورة الملك قال: فإن الله على ما يشاء قادر، والمؤلف قال ذلك، والآية مطلقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>