{رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ} [(١٧) سورة الرحمن] يعني هو رب المشرقين {وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْن} التثنية هنا على إرادة مشرق الشتاء ومشرق الصيف، ورب المغربين كذلك مغرب الشتاء ومغرب الصيف؛ لأن الشتاء يقصر فيه النهار، والصيف يطول فيه النهار، مقتضى ذلك أن الشمس في الصيف تبقى مدة أطول من بقائها في الشتاء، فالشتاء له مشرق تشرق من جهة وتغرب من جهة في أقصر مسافة، بينما الصيف لطوله تجدها تجدونها تشرق من جهة وتغرب من جهة هي أطول مسافة؛ لأنها تبقى في السماء مدة أطول؛ لأن النهار أطول من نهار الشتاء، فالمراد بالمشرقين مشرقي الصيف والشتاء والمغربين كذلك، وجاء الإفراد {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} [(٩) سورة المزمل] يعني جهة المشرق وجهة المغرب، وجاء أيضاً الجمع {بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ} [(٤٠) سورة المعارج] فرب المشرقين الشتاء والصيف، والمشرق والمغرب المراد به الجهتين، جهة الشرق وجهة الغرب، والمشارق والمغارب مشرق كل يوم ومغرب كل يوم بحسبه {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [(١٨) سورة الرحمن] كما تقدم.
{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ} [(١٩) سورة الرحمن] مرج: أي: أرسل يقول المؤلف: "مرج أي أرسل"، " {الْبَحْرَيْنِ}: العذب والملح" العذب الحلو والمالح {يَلْتَقِيَانِ} في رأي العين" يلتقيان في رأي العين، يعني يصب النهر الحلو في البحر المالح يلتقيان، وهذا معروف يعني لو نظرت إلى الأنهار الكبيرة مثل النيل، النيل وين يصب؟ في البحر الأبيض، دجلة والفرات أيضاً مياه عذبة تصب في البحر المالح، هذا على قول، ومنهم من يقول:{مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} [(١٩) سورة الرحمن] المراد به ماء السماء وماء الأرض، أرسل ماء السماء على ماء الأرض، ماء السماء عذب وماء الأرض مالح، ومنهم من يقول: إن هناك من البحار ولعله يقصد بها الأنهار عذبة حلوة تصب في المياه المالحة "{يَلْتَقِيَانِ} في رأي العين" تنظر هذا يدخل في هذا.