{بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ} [(٢٠) سورة الرحمن] "حاجز" يقول: "من قدرته تعالى" وغيره يقول: لا داعي لـ (من) هذه، حاجز هي قدرته تعالى، قدرة الله -جل وعلا- تحجز بين هذين المائين الحلو والمالح، فلا يختلط هذا بهذا، يستمر الحلو حلو ويستمر المالح مالح، {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ} [(٢٠) سورة الرحمن] "حاجز من قدرته تعالى"{لَّا يَبْغِيَانِ} [(٢٠) سورة الرحمن] "لا يبغي واحد منهما على الآخر فيختلط به" لا يبغي واحد منهما على الآخر فيختلط به، يستمر العذب عذب والمالح مالح، ويقولون يقول المفسرون ويذكر بعضهم أنه جرب هذا أنه حفر
بجوار المالح فخرج له ماء حلو، يعني معزول، الحلو معزول لا يختلط بالمالح، بينما المائعات الأخرى يختلط بعضها ببعض، لو صب الإنسان لبن على الشاي ثم خلطهما يستمر الشاي معزول واللبن معزول؟ لا، يختلط بعضهما .. ، لكنها القدرة الإلهية، مع لطافة الماء وشفافيته مع ذلك لا يختلط هذا بهذا، وهذه قدرة عجيبة مذهلة، وإلا فالأصل أن المائعات تمتزج، يعني قابلة للامتزاج وإلا فالزيت والدهن لا يمتزج بالماء يبقى يعني بشكله وهيأته
{لَّا يَبْغِيَانِ} [(٢٠) سورة الرحمن] لا يبغي واحد منهما على الآخر فيختلط به {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [(٢١) سورة الرحمن] وهذا كما تقدم.