{يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} [(٤٤) سورة الرحمن] "ماء حار ... شديد الحرارة، يسقونه إذا استغاثوا من حر النار" لأنهم يعرفون في الدنيا أن النار تطفأ بالماء، فيطلبون ماءً من أجل أن يتبردوا به، سواءً كان في داخل أجسامهم فيشربونه، أو خارج الأجسام التي لفحتها جهنم وأحرقتها ليطفئوا هذه النار، وحرارة النار بالماء.
يقول:{يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ} [(٤٤) سورة الرحمن] "شديد الحرارة، يسقونه إذا استغاثوا من حر النار" وآن، يقول:"منقوص كقاض" أصله آني كقاضي، {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [(٤٥) سورة الرحمن] ثم بعد ذلك لما ذكر حال الأشقياء المجرمين ثنى بحال السعداء الأتقياء، {وَلِمَنْ خَافَ} [(٤٦) سورة الرحمن] أي: "لكل منهم أو لمجموعهم"، {وَلِمَنْ خَافَ} [(٤٦) سورة الرحمن] أي: "لكل منهم أو لمجموعهم"؛ لأن (من) تصدق على المفرد وتصدق على الجماعة، تقول: من قام .. أو من اجتهد نجح، ومن اجتهدوا نجحوا؛ لأنها تصدق على المفرد وتصدق على الجماعة، قال:{وَلِمَنْ خَافَ} [(٤٦) سورة الرحمن] أي: "لكل منهم" كل فرد فرد له جنتان، يستقل بهما، "أو لمجموعهم" يجتمعون في جنة ثم ينتقلون إلى أخرى، جنتان للمجموع، ولذا يقول:"لكل منهم" باعتبار أن (من) للمفرد ويدل عليه الصلة (خاف) واحد، ما قال: لمن خافوا؛ ليكون للمجموع، ولمن خافوا مقام ربهم جنتان، هذا يرجح أن لكل واحد جنتان، {مَقَامَ رَبِّهِ} [(٤٦) سورة الرحمن] يعني قيامه بين