{ذَوَاتَا} [(٤٨) سورة الرحمن] "تثنية ذوات"، {ذَوَاتَا}: "تثنية ذوات -على لفظها- على الأصل ولامها ياء" في الحاشية قال: تثنية ذوات على الأصل ولامها ياء، أي في تثنية ذات لغتان: الرد إلى الأصل فإن الأصل ذوية، فالعين واو واللام ياء؛ لأنها مؤنثة ذوى، والثانية التثنية على اللفظ فيقال ذاتان، الجمع ذوات، ذوات جمع ذات فإذا ثنينا الجمع قلنا: إيش؟ كما في الآية:{ذَوَاتَا} [(٤٨) سورة الرحمن] ولا حاجة إلى ما قالوه، خلاص ثنيت على لفظها من غير رجوع إلى أصلها ومفردها، الذي يحتاج إلى الرد إلى الأصل والمفرد هو النسب، النسب هو الذي يحتاج إلى الرد إلى المفرد، وأما الجمع فلا يحتاج إلى رد إلى المفرد، قالوا: النسبة إلى الجمع شاذة، فيلزم على هذا رده إلى مفرده، فإذا أردت أن تنسب إلى الصحف تقول: صُحفي وإلا صَحفي؟ صُحفي شاذ لأنه نسبة إلى الجمع، ترده إلى مفردة فتقول: صحيفة، والأصل أن تقول: صحيفي، هنا لا نحتاج إلى رده إلى مفرده فنقول:{ذَوَاتَا} [(٤٨) سورة الرحمن] كما قال الله -جل وعلا-، تثنية ذات على الأصل ولامها ياء.
{أَفْنَانٍ} [(٤٨) سورة الرحمن] يقول: "أغصان، جمع فنن كطلل" جمعه أطلال، ومنهم من يقول: إنه جمع فن، الأفنان جمع فنن، وهي أغصان الشجر، فيها أشجار كثيرة لها أغصان جميلة، يسير في ظلها المدد المتطاولة أو يقال: إنه جمع فن، والفن يقصد به النوع، ذواتا أنواع كثيرة، لا تخطر على قلب بشر، ولا يحيط بها وصف {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [(٤٩) سورة الرحمن].
{فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ} [(٥٠) سورة الرحمن] في هاتين الجنتين عينان {تَجْرِيَانِ} [(٥٠) سورة الرحمن] يقول بعضهم: عينان تجريان لمن جرت عيناه بالبكاء من خشية الله وخوفه في الدنيا، وجاء في الحديث حديث السبعة:((من ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)) و ((عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله)).