{حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ} [(٧٢) سورة الرحمن] "من در مجوف مضافة إلى القصور شبيهة بالخدور"{فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ} [(٧٣ - ٧٤) سورة الرحمن] يعني قبل أزواجهن مثل ما تقدم، {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ} يعني: لم يفتضضهن، سواءً كن من الحور هناك، ما بين أنهن حور، وهنا قال:{حُورٌ} لم يطمثهن، وهناك يشمل الحور ويشمل نساء الدنيا، يشمل الحور ويشمل نساء الدنيا، هناك قال:{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ} يفتضهن وهن من الحور أو من نساء الدنيا المنشئات {إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا} [(٣٥ - ٣٧) سورة الواقعة] يعني تعاد من جديد، وكل ما وقع عليها عادت بكر {لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ} [(٧٤) سورة الرحمن] وهناك في الحور أيضاً كذلك، ويختلف أهل العلم في المفاضلة بين نساء الدنيا وبين الحور، لكن لا شك أن المرأة المسلمة الصينة الدينة الممتثلة للأوامر والنواهي مفضلة على الحور؛ لأنها نالت هذا الفضل إنما هو بسبب عملها، والحور خلقن لذلك من غير تكليف سابق، يعني كونهن في الجنة مجازات لأعمالهن، يتفق أهل العلم على أن نساء الدنيا الملتزمات للأوامر المجتنبات للنواهي أفضل من الحور العين، ويبقى أن نساء الدنيا أيضاً ممن يدخل الجنة متفاوتات، وإذا كان دخول الجنة بسبب رحمة أرحم الراحمين و ((لن يدخل أحد الجنة عمله)) قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال:((ولا أنا إلا أن يتغمدني الله -جل وعلا- برحمته)) فهؤلاء الحور وأولئك الرجال إنما يدخلون برحمة أرحم الراحمين، والمنازل إنما تنال بالأعمال، المنازل والدرجات في الجنة إنما تنال وتتفاوت بسبب تفاوت الأعمال، فمن المؤمنات المسلمات اللواتي يدخلن الجنة وينشأن إنشاءً من هي أفضل من الحور، ومن هي دون الحور؛ لأن منازلهن متفاوتة بسبب تفاوت أعمالهن، يعني يوجد امرأة تدخل الجنة وعملت معاصي، تركت واجبات وارتكبت محرمات، وقد تعاقب بما رتب على هذه المحرمات وترك الواجبات، وقد يغفر الله لها؛ لأن الذنوب تحت المشيئة، فهذه المرأة التي دخلت الجنة بعد أن دخلت النار وعذبت بقدر