للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما عندها، أو غفر لها ما سبق أن اقترفته من الذنوب والمعاصي، لو قال قائل: إن الحور أفضل منها ما يبعد، لا سيما وأن الخلاف معروف عند أهل العلم في المفاضلة، يعني نظير ما جاء في المفاضلة بين المؤمنين وبين الملائكة، بين الأنبياء وبين الملائكة، لا شك أن المؤمنين يتفاوتون تفاوت عظيم، وإذا وجد مثل هذا الخلاف فلا بد أن يكون المفضول أفضل من بعض الفاضل، يعني الجنس بالجنس لتفاوتهم في العمل.

{لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ} [(٧٤) سورة الرحمن] يعني قبل أزواجهن {وَلَا جَانٌّ} لا إنسي ولا جني، ويرد هنا ما ذكرناه بالأمس من إمكان المواطئة والمجامعة بين الإنس والجن وعدمه على ما تقدم.

{فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * مُتَّكِئِينَ} [(٧٥ - ٧٦) سورة الرحمن] متكئين: المقصود بذلك الأزواج، وهناك قال: "أي يتنعمون متكئين حال عامله محذوف أي يتنعمون" وهنا أيضاً متكئين يعني الأزواج، "وإعرابه كما تقدم" حال عامله محذوف تقديره: يتنعمون متكئين، ويرد فيه أيضاً ما ذكرناه بالأمس من أن الاتكاء في الجنة من ألوان ما يتنعمون به، وأما بالنسبة للدنيا فإن الأكل حال الاتكاء خلاف الأولى، خلاف الأولى؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ((لا آكل متكئاً)) فالأكل مع الاتكاء خلاف الأولى، كما أنه قال -عليه الصلاة والسلام- ... ، جاء في وصفه أنه ما أكل -كما في الصحيح- على خوان ولا سكرجة، الخوان معروف الطاولات التي يأكل عليها الناس، النبي ما أكل على خوان، لكن الصحابة لما توسعت عليهم الدنيا بعضهم أكل على الخوان، مما يدل على أنه ليس بممنوع ولا محرم، وإنما هو خلاف الأولى، والسكرجة المقصود بها الإناء المرتفع عن مستوى الأرض، الإناء المرتفع عن مستوى الأرض، ويختلفون في تعريفه اختلافاً كثيراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>