على كل حال التفسير يحتاج إلى وقت طويل، والدورة لا تكفي لتفسير الواقعة، لكن على ما يقتضيه المقام في الوقت الذي فسرنا به السورة السابقة، وعلقنا فيه على الجلالين في السور الماضية من الحجرات إلى أن وقفنا على الواقعة تفصيل أو تعليق متوسط، توضيح كلام الجلالين وهما جلال الدين المحلي، وجلال الدين السيوطي، حيث بدأ المحلي بتفسير القرآن من سورة الكهف إلى آخر القرآن، ثم فسر الفاتحة، ثم أكمله الجلال السيوطي بأن فسر من سورة البقرة إلى آخر الإسراء، والتفسير لا يلحظ فيه أدنى اختلاف، مع أنه من مؤلفين، مع أنه من مؤلفين، يعني سار السيوطي على نهج المحلي، حرف بحرف، اختلف معه في أحرف يسيرة لكنها لا تؤثر وبينها، بينها في خاتمة كلامه على سورة الإسراء، أنه خالف الجلال المحلي في آيات أو حروف، بل كلمات يسيرة جداً؛ مع أن الصواب في غير ما اختاره، وعلى كل حال تفسير الجلالين كما معروف ومتداول ومشهور تفسيرٌ متين مختصر، وأشبه ما يكون بالمتون، وعناية أهل العلم به كبيرة ولهم عليه حواشي كثيرة، وهو ينبغي أن يعول عليه طالب العلم؛ إلا إنه يستدرك عليه ما يستدرك من مسائل الاعتقاد؛ لأن كلاً من المفسرين المحلي والسيوطي هما على مذهب الأشاعرة كما هو معلوم، وكلامه في الاستواء سوف يمر -إن شاء الله تعالى- ويبين في موضعه؛ لأنهم أشبه ما يكون بالتفويض في بعض المسائل، على كل حال نشرع اغتناماً للوقت.
يقول المؤلف -رحمه الله- تعالى: والمفصل من نصيب الجلال المحلي، كما ذكرنا أنه فسر من الكهف إلى آخر القرآن، ثم شرع في أوله ففسر سورة الفاتحة، فالواقعة من نصيبه.