كلام لا تثبت له الجبال، لا تثبت له الجبال، ومع ذلك يسمع بها المسلم ولا يحرك فيه ساكناً، يعني هذه الصورة التي معنا سورة الواقعة، لو أن الإنسان تأملها وتدبرها بقلب حي يمكن لا يستطيع إكمالها، لا يستطيع إكمالها، جاء عنه -عليه الصلاة والسلام- أنه قال:((شيبتني هود وأخواتها)) وذكر من أخواتها الواقعة، والحديث مختلف فيه منهم من حكم عليه بالاضطراب، وابن حجر استطاع أن يرجح بعض الطرق على بعض فانتفى الاضطراب.
يقول -رحمه الله-: بسم الله الرحمن الرحيم، وهي ثابتة في القرآن في جميع صوره عدا براءة، اتفاق الصحابة على كتابتها، ولذا يختلف أهل العلم هل هي من القرآن؟ لأن الصحابة أجمعوا على كتابتها، ولم يجمعوا على شيء سوى القرآن، ومنهم من قال ليست بآية من القرآن مع إجماعهم على أنها بعض آية من صورة النمل، وأنها ليست بآية من سورة التوبة، هذا محل إجماع، لكن الخلاف فيما عدا ذلك، في مائة وثلاثة عشر موضعاً، هل هي من القرآن؟ هل هي آيات؟ أو ليست من القرآن أصلاً أو آية واحدة نزلت للفصل بين السور؟ فمن قال: إنها من القرآن، قال: إن الصحابة اتفقوا وأجمعوا على كتابتها، ولم يكتبوا في المصحف في الإمام إلا القرآن، ومنهم من قال: ليست بآية مطلقاً، لماذا؟ لأن الناس اختلفوا فيها، والقرآن لا يختلف فيه، من خالف في حرف من حروف القرآن المجمع عليه يكفر، ولو كانت البسملة من القرآن في المواضع في أوائل السور من أوائل القرآن لما جاز الاختلاف فيه، ومنهم من يقول: هي آية واحدة نزلت للفصل بين السور، نزلت للفصل بين السور، ويوجد ما يدل على هذه الأقوال من السنة، وهي محمولة عند أهل العلم على أوجه، لكن الاستدلال لهذه الأقوال يحتاج إلى وقت قد يخرجنا من موضوع الدرس وقد بسط في مناسبات.