إيه، لكن وش صفى له من إجماعات ابن عبد البر؟ هو أولاً: لا بد أن ندرس طريقة هذا العالم الذي هو منهجه الذي ينقل الإجماع، هل هو يرى مثل الجمهور أن الإجماع قول الكل، أو قول الأكثر؟ الترمذي ينقل الإجماع، وأحياناً يقول: هذا قول عامة أهل العلم، واتفاق أهل العلم، والخلاف موجود، فهو قول الأكثر، الطبري في تفسيره ينقل الإجماع ومراده بذلك قول الأكثر، وعرف قوله من كتب الأصول، أيضاً ذكروا أن الطبري يرى أن الإجماع قول الأكثر، أحياناً يرجح، يذكر خلاف في مسألة، سواء كان معنى من المعاني أو قراءة من القراءات، أو حكم شرعي، ثم يقول: والصواب في ذلك عندنا كذا لإجماع القرأة على ذلك، كيف إجماع وأنت سقت الخلاف بنفسك؟ لكنه يرى الإجماع قول الأكثر، أما البقية ابن المنذر والنووي وابن عبد البر كلهم يروا أن الإجماع قول الكل، ما عرف لهم قول يخالف هذا، لكن لا نغفل أن النووي لا يعتد بأقوال بعض الناس، فلا يستدرك عليه مثلاً أنه نقل الإجماع في مسألة، ثم ذكر خلاف داود مثلاً، لماذا؟ لأنه لا يعتد برأي داود، وصرّح في شرح مسلم في الجزء الرابع عشر صفحة تسعة وعشرين أنه لا يعتد بقول داود لماذا؟ لأنه لا يرى القياس الذي هو أحد أركان الاجتهاد، يعني فلا نكثر من انتقاد النووي بهذا، انتهى، استغفر الله، استغفر الله، والله ما أدري عن الفاتحة متى تبي تكمل؟ اقرأ.
"وان لم يكن منها فالسابعة غير المغضوب إلى آخرها، ويقدَّر في أولها: قولوا؛ ليكون ما قبل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [(٥) سورة الفاتحة] مناسباً له بكونها من مقول العباد".